أكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الفوز في انتخابات الرئاسة، متعهدا بأن يكون أميركيا يوحد الجميع ويسعى لأن يحظى بثقة الجميع.
وشكر الديموقراطي بايدن الناخبين الأميركيّين على منحه "فوزاً راسخاً" في الانتخابات الرئاسيّة التي جرت الثلاثاء وانتصر فيها على الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب، متعهّداً السعي لرأب الصدع في البلاد وبأن يكون "رئيساً لا يسعى إلى التقسيم بل إلى التوحيد".
وقال بايدن (77 عاماً) في خطاب إعلان النصر، متوجّهاً إلى أنصاره الذين احتشدوا بسيّاراتهم في الهواء الطلق في مسقط رأسه ويلمنتغون بولاية ديلاوير "أيّها الأصدقاء، شعب هذه الأمّة قال كلمته. لقد أعطانا فوزاً صريحاً، فوزاً راسخاً".
وأضاف "حان وقت الشفاء في أميركا (...) أتعهّد أن أكون رئيساً لا يسعى إلى التقسيم بل إلى التوحيد"، في تناقض مع السياسة التي انتهجها ترامب طوال السنوات الأربع الماضية.
وإذ أقرّ بايدن بأنّ أنصار ترامب أصيبوا بخيبة أمل من جرّاء فوزه، قال "هؤلاء ليسوا أعداءنا. إنّهم أميركيّون".
وأضاف "فلتبدأ هنا اليوم نهاية عصر الشيطنة هذا في أميركا".
وتابع "سعيتُ إلى هذا المنصب لاستعادة روح أميركا، وإعادة بناء العمود الفقري لهذه الأمة، ألا وهو الطبقة الوسطى، ولجعل أميركا محترمة في العالم مجدّداً".
ووجّه النائب السابق لباراك أوباما، أوّل رئيس أميركي أسود، تحيّة خاصّة إلى الأميركيّين المتحدّرين من أصول أفريقيّة، مسلّطاً الضوء على دورهم في فوزه ببطاقة الترشيح الديموقراطيّة إلى انتخابات الرئاسة.
وبدا بايدن مفعماً بالنشاط في خطابه، إذ وصل مهرولاً إلى المنصّة ليتناول الكلام من نائبته كامليلا هاريس التي سبقته إلى الكلام، واصفةً انتخابه بأنّه بزوغ فجر جديد لأميركا.
وقالت هاريس "في وقتٍ كانت ديموقراطيّتنا نفسها على المحكّ في هذه الانتخابات، وروح أميركا على المحكّ أمام عيون العالم أجمع، فقد دشّنتم يوماً جديداً لأميركا".
وهاريس (56 عاماً) هي أوّل امرأة تُنتخب نائبةً لرئيس أميركي، وقد أكّدت في خطابها أنّها "لن تكون الأخيرة" التي تشغل هذا المنصب، موجّهة التحيّة إلى "أجيال النساء" اللواتي "مهّدن الطريق" لها.
وعلى وقع تصفيق المناصرين الذين أطلقوا العنان أيضاً لأبواق سيّاراتهم، قالت السناتورة عن ولاية كاليفورنيا "ربّما أكون أوّل امرأة في هذا المنصب، لكنّي لن أكون الأخيرة".
وأضافت "لأنّ كلّ فتاة صغيرة تشاهد الليلة ترى أنّ في هذا البلد الأمور ممكنة"، متعهّدة العمل في سبيل "استئصال العنصريّة المنهجيّة".
لكن على غرار بايدن، وجّهت نائبة الرئيس المُنتخب نداءً إلى لمّ الشّمل والوحدة، قائلةً إنّ الأميركيّين "انتخبوا رئيساً يمثّل أفضل ما فينا".
وشكّل اعتلاء هاريس المنصّة بحدّ ذاته علامةً قويّة على الدور البارز الذي أسنده إليها بايدن، إذ غالباً ما يُفضّل الفائزون بالرئاسة أن يكون خطاب إعلان النصر مناسبة محصورة بهم لا تسلّط فيها الأضواء إلا عليهم وحدهم، في حين اختار بايدن أن يتشارك المنصّة مع نائبته.
وفي مستهلّ خطابها، استشهدت المدّعية العامّة السابقة بجون لويس، أيقونة الدفاع عن الحقوق المدنيّة الذي أصبح لاحقاً عضواً في مجلس النواب وتوفي في تموز/يوليو. وفي الانتخابات الرئاسيّة، أذهلت ولاية جورجيا الخبراء بتصويت شرائح واسعة فيها لمصلحة بايدن.
كما أشادت هاريس بوالدتها شيامالا غوبالان هاريس التي هاجرت من الهند عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها وتوفّيت في 2009.
وقالت "ربّما لم تتخيّل هذه اللحظة تماماً، لكنّها كانت تؤمن بشدّة بأميركا حيث من الممكن عيش لحظة مماثلة. لذا، أنا أفكّر بها وبأجيال النساء - النساء السود والآسيويّات والبيضاوات واللاتينيّات والنساء الأميركيّات الأصليّات على مرّ تاريخ أمّتنا، اللواتي مهّدن الطريق لهذه اللحظة الليلة".
- كورونا -
من جهة ثانية، أعلن بايدن أنّه سيُشكّل اعتباراً من الإثنين خليّة أزمة خاصّة بفيروس كورونا المستجدّ، تضمّ علماء وخبراء، لمواجهة التحدّي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأوّل لولايته.
وقال "سأشكّل الإثنين خليّة تضمّ علماء وخبراء" من أجل العمل على "خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 كانون الثاني/يناير 2021".
وكان بايدن وضع خطّة تقضي بإعداد استراتيجيّة وطنيّة "للمضي قدماً" في محاربة جائحة كوفيد-19، من خلال سنّ قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنيّة "ستكون نتائجها متاحة على الفور"، وصناعة منتجات ومعدّات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجبارياً في المباني الفدرالية وفي وسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجّاني "للجميع" في المستقبل.
وتسجّل الولايات المتحدة منذ بضعة أيّام فورة في أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس. وقد بلغت الحصيلة الوبائيّة اليوميّة الجمعة أكثر من 127 ألف إصابة جديدة.
وأدّت الجائحة إلى وفاة نحو 235 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وبايدن الذي يتّهم ترامب بتقويض سلطة خبراء الصحّة في البلاد، وعد خلال الحملة الانتخابيّة بأخذ النصيحة من كبير الأطبّاء أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خليّة أزمة البيت الأبيض الخاصّة بفيروس كورونا. كما وعد بإلغاء مفاعيل القرار الذي اتّخذه ترامب في تموز/يوليو وأمر بموجبه بانسحاب الولايات المتحدة من منظّمة الصحّة العالميّة.