- بقلم / نعمة حسن
من محبرة مليئة بالنساء صاغ حبر الكاتب مصطفى النبيه مونودراما" ارجموا مريم " صلبت مريم على صليب العادات والتقاليد ، بوقفة دامية ورقصات تحركها خيوط الوجع لتحكي عن امرأة في جيب ثيابها تختبيء الكثير من القصص .. مجتمع الإدانة فيه تسبق الحدث والجميع يشير للضحية بلا رحمة ..عادات وتقاليد تجرم الأرواح الصغيرة وتجعل الجرم تحت عدسة مكبرة دون الإنتباه لبراءة التفاصيل يعالج الكاتب من خلال شخصية مريم أحكام المجتمع الجائرة التي ترتكز على خلفيات فكرية اشتقت من عادات وتقاليد متوارثة لا ترتكن لدين أو قانون ..
تبدأ برقصات تجسد من خلالها الإرهاق الداخلي المحتبس داخل كل امرأة تعرضت لجور الجمع الذي حولها ، روح امرأة تحاول الخروج من قيد الوجع ، للانفلات من سقطات الموت التي تلتف حولها ككفن يصر على وأد الروح وتهميش الفكر ، الحرية تبقى فكرة معلقة بين العقل والقلب ، تختلف طريقة التحريك أو ربما متانة الخيط الذي يمسكها ، احتواء المجتمع يعيد ترتيب الفكرة وجوره يؤدي لبعثرتها ، وللكاتب مصطفى النبيه رؤية وفكرة تحتاج لاقتناء وبناء مساحة أكبر للتبني ..لتخرج المرأة من قوقعة الخوف والتجريم ...
قد نناقش جرائم القتل والتعنيف والشرف والخيانة التي تنسحق الكثير من النساء تحت ثقلها ولكن حين يتحرك ضوء المسرح ليسلط على فعلية الحدث بكامل وجعه الحي بطريقة احترافية جسدها الكاتب بقلمه يصبح الفن هو صوت الحقيقة التي تصل انعكاساتها لمجتمع كامل كمحاولة جادة في تغيير نمط الرفض .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت