- عطا الله شاهين
لم يكن يعلم بأنه سيهلوس عندما وصل إلى حافة الكون. كان يرتعش من برد الكون . رأى من بعيد شبحا يشبه امرأة .كانت ترتدي فستانا أزرق. خطا صوب الشبح، وعندما اقترب منه تأكد بأن الشبح امرأة. ضوء مجرة بعيدة أضاءت مكان وقوفه. راح يتحدث مع المرأة، التي لم تفهم منه أية كلمة من حديثه، فدنت منه، وقالت بلغة غير مفهومة: لقد حضرتَ في الوقت المناسب، فأنا مشتاقة للحُبّ . نظرَ من حوله ولم ير أي شبح، وكأن الشبح اختفى من على حافة الكون.
أدرك بأنه كان يهلوس في عتمة الكون، وبعد مرور وقت قصير غفا بين سديم حافة الكون. شعر بأن أحدا يربت على كتفه، فنهض من نومه، ورأى ذات الشبح، تلك المرأة المرتدية فتسانها الأزرق، ففهم بأنها عادت لأنها ترغب في حُبّ يأتي من شفتي رجُلٍ بات على وشك الموت من برد حافة الكون..
قال بعدما رآها تقف بجانبه: أنا أهلوس من عتمة الكون، ومن برد يميتني بلسعات هبّاته الهادئة، فهل هذه المرأة الشبح ستمنحني بعض الوقت قبل أن أموت هنا على حافة كون يداعب السديم فراغا معتما منذ سرمد؟..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت