- عطا الله شاهين
- حينما رأى سرابا خادعا على شكل امرأة ...
لم يصدق عينيه وقتما شاهدتا من بعيد سرابا يشبه امرأة، ففرك عينيه وغسلهما بماء بحوزته بعد سير مجنون تحت الشمس، ونظر صوب السراب، الذي بدا له من بعيد امرأة بشعرها الطويل.
وقف ليستريح وقال: لعلني أهذي من حرارة الشمس، التي بدأت تؤلم رأسي. فخطا صوب السراب، لكن خطوه كان عبثا، فلم يجد أية امرأة هناك، لم يرى سوى الرمال.
خيل له بأن امرأة تقف في وسط الصحراء، لكنه أدرك بأن سرابا خادعا كان أمام عينيه المتعبتين.
وقف ليستريح لدقائق تخت أشعة الشمس، وسار بخطوات ثقيلة ولم يعد يكترث للسراب الخادع الذي ظل يظهر له طوال سيره امرأة ..واستراح بعد مرور وقت قصير تحت ظل شجيرة، وقال: لماذا رأيت سرابا يشبه امرأة؟
فلا تفسير لهذه الرؤيا، لعلني لم أر أية امرأة. إنه مجرد تعب للعقل من التفكير في جنس آخر، وسار دون أن ينظر إلى أي سراب..
- زهايمر
تدرك تلك التي هجرها حبيبها، ولم تقع في حُبِّ رجُلٍ آخر..
جاءت صوب بيت حبيبها ذات مساء، لكنه لم يعرفها سألها من أنت؟ علمت بأنه بات خرفا..
تنهدت وقالت له أنا تلك هجرتها قبل عقد من الزمن نظرت صوبه وقالت ها هو يقف أمامي ولم يعرفني فقال لها: أعذريني لم أعد أعرف أي أحد..
حاولت تذكره بهمساته، لكنه قال لها: لا أتذكرك البتة..
بكت المرأة وقالت عدت لحبيبي لكنني أراه خرفا ماذا أفعل الآن؟
سأتركه لأنه لا يعرفني كيف سأحب رجلا لا يتذكرني؟.. كيف سأعيش مع رجل يظل يقول لي منْ أنتِ؟
- الشّبحُ الذي يلاحقني في كل حُلْمٍ
لا أدري ما حقيقة الشبح، الذي يلاحقني في كل حلم، حينما أراني أحلم كعادتي في كل ليلة عن امرأة لم تحبني، بل كانت معجبة بصمتي المجنون.
فالشبح يظل يلاحقني، وأنا أهرب منه وأختبئ من تحت الدرج، لكنه يراني، ويظل واقفا على بعد خطوات مني.
أهرب منه في كل الاتجاهات، لكنه يظل يطاردني بهدوء، رغم اختبائي الجيد في أمكنة لا تخطر على البال.
لا أدري ما هدف ملاحقته لي في كل حلم، رغم أنه لا يتفوّه بأية كلمة. لا أدري إن كان الشبح ذكرا أم أنثى، إلا أنني أظل ملاحقا من شبح في حلم لا يستمر لثوان معدودات ..
فالشبح على ما يبدو يرغب في بوح ما عنده، لكنني أهرب منه، فهل هذا الشبح يرغب في التسلية ليس إلا؟ هل هو هارب من الضجر، أم أنه معجب بصمتي، أم أنه يرغب في قول شيء. لا أدري. أرغب في كل حلم أن أسأله عن سبب ملاحقته لي، إلا أنني أتراجع في آخر لحظة...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت