- بقلم/ نعمان فيصل
لقد كان الرئيس ياسر عرفات إنساناً بسيطاً، بل في حنين دائم إلى البساطة، إذ عُرف بتواضعه الجم، وامتاز بصفات إنسانية رائعة، وكأنه بذلك كان يريد أن يحمل الناس على احترامه مرتين: الأولى لمكانته، والثانية لتواضعه، وقد أوحى هذا السلوك إلى خواطر الناس خليطاً مبهماً من مشاعر الحب والتبجيل، وكان صورة حية مؤثرة من الشعب الفلسطيني، فلقد عاش من أجلهم، يشاطرهم نصب العيش وقساوة النضال، وكأنه واحد منهم، فقد ترفق – رحمه الله - في معاملة أبناء شعبه، ومال إلى سياسة اللين والموادعة، واتصف بالكرم والنجدة، فكان غياث الملهوفين، وملاذ القاصدين منهم، وكان لكلماته رنة السحر في نفوسهم، وقد أكسبته هذه الخلال البارعة لقب الأب الحاني.
والواقع أن نجاح أي حاكم سياسي قدير في السلطة الفلسطينية كان يتوقف على قدرته وتوفيقه في الملاءمة بين العناصر الهامة التي تتكون منها غالبية أفراد الشعب الفلسطيني، وتسخيرها لتحقيق أهدافه وبلوغ غاياته، وهو ما فعله الرئيس عرفات بحنكة.
لقد كان الموقف الفلسطيني يتطلب رجلاً سياسياً عبقرياً من طراز نادر من نوع ياسر عرفات؛ لكي يستطيع التوفيق بين هذه العناصر، لكن الأجل لم يمهله، فالخير كل الخير أن تجتمع الكلمة على تحقيق الغايات المرجوة، والبقاء للأصلح دائماً.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت