انتشرت المظلات في سماء أهرامات الجيزة جنوب غرب القاهرة لليوم الثاني على التوالي عندما حلق عشرات الرياضيين العالميين للقفز بمظلاتهم خلال الموسم الثالث لمهرجان سنوي مختص بالرياضة الجوية في مصر.

وانطلق مهرجان "اقفز كالفرعون"، الذي تنظمه شركة "سكاي دايف ايجيبت" للرياضات الجوية بالتعاون مع الاتحاد المصري للرياضات الجوية، وتحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، أمس الأحد على أن يختتم فعالياته اليوم (الإثنين).

ويشارك في المهرجان نحو 120 مظليا قدموا من 17 دولة.

وقال محمود داودي، وهو مسؤول في اللجنة المنظمة للمهرجان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يقوم اليوم العشرات من نخبة المظليين وأبطال العالم في القفز بالمظلات فوق أحد أهم عجائب الدنيا، أهرامات الجيزة العظيمة، هذه لحظة خاصة جدًا بالنسبة لنا جميعًا".

وأضاف داودي أن تنظيم الحدث وسط انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) شكل تحديا كبيرا، لكن اللجنة المنظمة كانت على مستوى المسؤولية.

وأكد أن اللجنة المنظمة تتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة لضمان سلامة المشاركين، موضحا أن المهرجان يطبق إجراءات جادة للغاية لمكافحة (كوفيد-19)، وأن الرياضيين يتبعونها على أكمل وجه.

وأشار داودي إلى أن المهرجان كان من المقرر إقامته في يونيو، مضيفا أن "سكاي دايف ايجيبت" قررت إقامة الحدث في نوفمبر بعد تراجع عدد الإصابات بمرض فيروس كورونا في مصر بشكل ملحوظ واستئناف النشاط السياحي.

وسجلت مصر حتى الأحد 109201 حالة إصابة بمرض فيروس كورونا، من بينها 100342 حالة شفاء و6368 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة .

من جانبه، قال نائب رئيس الاتحاد المصري للرياضات الجوية محمد إبراهيم صالح، إن أحد أهداف المهرجان هو الترويج للسياحة المصرية وكذلك الرياضات الجوية في مصر والمنطقة.

وأضاف صالح ل(شينخوا)، "نستخدم مثل هذه الأحداث للترويج للسياحة والرياضات الجوية، وقد نظمنا حوالي ست فعاليات في العام الماضي، ولكن هذا هو الحدث الأول في عام 2020، لذلك يجب أن نستغل فرصة تنظيمه بشكل جيد لجذب السياح وتشجيع الشباب لزيادة معرفتهم عن رياضة القفز بالمظلات".

وأشار إلى أن المظليين العالميين يحبون القفز فوق الأهرامات، مضيفا أنهم يفضلون القفز بالمظلات في مصر لطقسها المثالي والمناسب لهذه الأنواع من الرياضة.

ويعد القفز بالمظلات فوق الأهرامات دائما تجربة جيدة للمظليين، الذين يأتون من عدة دول للطيران لبضع دقائق فوق مواقع التراث العالمي.

وقال تيري أوير، وهو مظلي فرنسي يشارك في المهرجان، ويمارس القفز بالمظلات منذ خمس سنوات "لقد كانت تجربة أولى رائعة، مشاهدة الأهرامات من السماء أمر فريد ومذهل تماما".

وأضاف أوير ل(شينخوا) بينما كان يحزم مظلته بعد هبوط مثالي، إن كل مظلي في العالم تقريبا يحلم بالتحليق فوق الأهرامات ليس فقط من أجل جمال وقيمة الموقع التاريخية، ولكن أيضا من أجل منطقة الهبوط المثالية والجو الرائع.

أما حسين عبد الرحمن، وهو رياضي مظلات مصري مقيم في دبي، فقد قطع المسافة للقاهرة من أجل المشاركة في مهرجان هذا العام.

وقال عبد الرحمن "لا يمكنني تفويت مثل هذه الفرصة، القفز في هذه المنطقة أمر استثنائي للغاية، معظم المظليين في حول العالم يسمونها قفزة الأحلام".

وأضاف أن عدد المشاركين كان سيكون أكبر بكثير لو تم السماح بالسفر في جميع البلدان، مشيرا إلى أن هذا الحدث يعد ترويجا جيدا للسياحة والآثار في مصر.

وتابع أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم، التي يمكن ممارسة القفز المظلي فيها طوال العام لمناخها المثالي.

وأوضح "لا يمكنك القفز بالمظلات خلال فصل الشتاء في أوروبا، بينما يتم تعليق القفز في معظم الدول الإفريقية ودول الخليج خلال الصيف، وهذا يجعل من مصر نقطة جذب عالمية للقفز بالمظلات".

وخلال المهرجان حرص عشرات المشجعين على متابعة المظليين، وهم يهبطون بمظلاتهم في منطقة الهبوط بالقرب من أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.