- بقلم الأستاذ: السعيد قرايت - المستشار الاعلامى لجريدة الوسيط المغاربي
وأخيرا كسر البطل الأسير ماهر الأخرس قيود الأسر ولسان حاله يردد ومعه كل الاسرى في سجون الكيان الصهيوني ، لابد لكل قيود الاسرى أن تنكسر، لقد كسر البطل الفذ قيود الأسر بعد 103 أيام من إضراب الأمعاء الخاوية ، ورغم عذاب الإضراب الذي شنه بمفرده ، قال هذا البطل المغوار إن انتصاري هو انتصار لكل الاسرى الفلسطينيين في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني ، بل هو انتصار للشعب الفلسطيني الذي كافح ويكافح وسيبقى يكافح حتى انتزاع استقلاله والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس . وتساءل ماهر الحر بعد أن انتزع حريته من مخالب السجانين الصهاينة : ماذا لو كان الأسير غير فلسطيني ؟ وماذا لو كان الأسير اسرائيليا ؟ وهنا يريد ماهر الأسير المحرر أن يصرخ في وجه أولئك الذين يتشدقون بالدفاع عن حرية الشعوب أين كنتم عندما كنت أصرخ وأنا مقيد اليدين في زنزانات بني صهيون ؟ وأين نفوذ المتصهينون من العرب على صديقهم العزيز " الحاج نتنياهو " ونحن هنا نجيب نيابة عن بطلنا الأسير الحر ماهر الأخرس ونقول : بالتأكيد لو كان الأسير أوروبيا أو أمريكيا ، ستعلن حالة الطوارئ في العالم بأسره ؛ وحتى تلك الدول التي انضوت تحت إبط " الحاج نتنياهو " ستذرف دموع التماسيح على هذا الأسير المفترض .لكن لما كان الأسير المضرب عن الطعام فلسطينيا فهو لا حدث ، وصدقت تلك المقولة الشهيرة : قتل وحش في غابة جريمة لا تغتفر ، وإبادة شعب بأكمله قضية فيها نظر ؟
للأسف هذا هو حال عالمنا اليوم الذي يدعي فيه " كباره " زورا وبهتانا أنهم ينشدون بناء عالم تتساوى فيه الأمم في الحقوق والواجبات ، وفي الواقع الذي نعيشه نرى المظالم تتضاعف من يوم الى آخر والفجوة تزداد اتساعا بين الدول الكبرى والدول الصغرى ، وهنا يحق لنا أن نسأل أين حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة ؟ أين الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها الى جانب الدولة الإسرائيلية .؟ إن الكبار وفي مقدمتهم دولة "الحاج ترمب " الرئيس الأمريكي السابق ، يمكنهم أن يخدعوا الشعوب المستضعفة الى بعض الوقت لكنهم يستحيل عليهم أن يخدعوها كل الوقت ، مادام في هذه الدول رجال من أمثال البطل الأسير المحرر ماهر الأخرس . عشت حرا يا ماهر يا بن فلسطين الحرة، أطال الله في عمرك أيها الفلسطيني الحر وحفظك الله لتبقى ذخرا لهذه الأمة التي هزل بعض حكامها إلى درجة الافتخار بعدوهم . وصفوة القول أن ماهر الأسير هزم أعداءه معنويا شر هزيمة وفي موازاة ذلك رفع معنويات الأحرار في العالم وبهذا سيبقى قدوتهم في النضال من أجل التحرر والانعتاق . ولا نامت أعين الصهاينة ومن والاهم ودار في فلكهم الى يوم الدين .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت