النشيد الوطني الفلسطيني بين الماضي والحاضر

بقلم: خالد أحمد

خالد أحمد
  • خالد أحمد / منسق إعلامي

لكل دولة في العالم نشيدها أو سلامها الوطني الخاص بها ،والذي يعتبر من اهم الرموز والعلامات التي تميز شعباً عن آخر ،ويتم من خلاله تعزيز الشعور الوطني لدى الشعوب عبر كلماته الموجزة التي تختزل بين ثناياها استقلال ،وعزة الأوطان و تمجيد القادة في أحيان آخري ، كما يسعى النشيد الوطني أيضاً إلى نقل تاريخ البلاد ونضالاتها مع تقديم صورة مبسطة عن عاداتها وتقاليدها بحيث يتم ترديده في مناسباتها الوطنية بعد نيلها الاستقلال .

 

أما النشيد الوطني الفلسطيني فقد استبق الاستقلال، إذ كان أول نشيد وطني فلسطيني غير رسمي هو نشيد (( موطني )) الذي ارتبط به الشعب الفلسطيني بشكل خاص كباقي أغاني الثورة والانتفاضة للشاعر الفلسطيني الكبير ( إبراهيم طوقان ) ابن مدينة نابلس منذ عقد الثلاثينات من القرن الماضي عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني ،وهو النشيد نفسه الذي استخدمته من قبل "الجمهورية العربية المتحدة" أبان الوحدة بين مصر وسوريا في أواخر ستينيات القرن الماضي وقام على تلحينه الموسيقار اللبناني محمد فليفل 1934م.

 

ورغم أنه لم يُعتمد يوماً كنشيد وطني من قِبَل أي حكومة أو جهة سياسية ممثلة للشعب الفلسطيني، إلا ان  طلبة المدارس استمروا في تأديته في الطوابير الصباحية في فلسطين وحتى الأردن، إلى منتصف التسعينيات عند قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م .

 

أما النشيد الحديث (( فدائي )) للشاعر والمناضل الفلسطيني( سعيد المزين) ابن مدينة إسدود والمعروف بفتى الثورة فقد أصبح متداولاً عام 1972م قبل أن يتم اعتماده لاحقاً نشيداً وطنياً لفلسطين بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في العام ذاته، وعرف آنذاك بنشيد الثورة  ولحنه الموسيقار المصري الكبير (علي إسماعيل)، قبل أن يقوم الموسيقار اليوناني الكبير ( ميكيس ثيوذوراكيس ) بإعادة التوزيع الموسيقي له عام 1981م في خطوة رمزية عبر من خلالها عن تضامنه مع شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، فيما قام الملحن الفلسطيني     (حسين نازك) بوضع التوزيع الموسيقي النهائي للنشيد عام 2005م.

 

ولكن الانطلاقة الحقيقية لنشيد فدائي جاءت بعيد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية التي أولته اهتماما كبيراً كونه يشكل رمزاً من رموز السيادة الوطنية ، فقد أمر مجلس الوزراء الفلسطيني بتوحيده ،وإعادة تسجيله ،وتعميمه على المؤسسات الحكومية والسفارات ،وأصدر قراراً بالمصادقة عليه في العام 2005م وحمل الرقم (181) وعلى اثر ذلك أُدخل ضمن المنهاج الفلسطيني لطلبة المرحلة الابتدائية ، وأصبح عزفه تقليداً يومياً لطلابنا وطالباتنا في طابور الصباح في جميع مدارس الوطن .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت