الأسرى من مقابر الأحياء إلى مقابر الأرقام

بقلم: مصطفى مسلماني

مصطفى مسلماني
  • المختص بشؤون الاسرى /مصطفى المسلماني

الجريمة المزدوجة التي أقدمت على ارتكابها عصابات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ حكم الإعدام بحق الاسير الشهيد كمال أبو وعر بعد سنوات من القتل البطيء بممارسة الإهمال الطبي المتعمد ورفض تقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة والمناسبة لحالته الصحية والتنكيل بجسده عبر التجارب الطبية السادية التي تمارس في مسلخ سجن الرملة المسمى زورا بالمستشفى والذي تتم بين جدرانه أبشع ممارسات القتل الممنهج على أيدي اجهزة الموت الإسرائيلية

ولقد استكملت سلطة الاحتلال الإسرائيلي الفصل الثاني من جريمتها برفض تسليم جثمان الشهيد لعائلته لتكريمه وفق الشرائع السماوية لتواصل ذات السياسة اللاخلاقية والوحشية التي مارستها منذ سنوات طويله بحق عشرات الأسرى الشهداء الذين تحتجز جثامينهم ومنهم أنيس دوله وسعد الغرابلي وفارس بارود وداوود الخطيب وذلك لإخفاء الحقائق الفعلية والأدلة على نوعية وظروف ارتاكابها لهذه الجرائم والأخطر من ذلك المس باجزاء من أجسادهم للمتاجرة أو إجراء التجارب عليها

سلطات الاحتلال التي تمعن وتتوحش في ممارساتها ضد الأسرى الفلسطينيين الذين يواجه العديد منهم استحقاق الموت بفعل الأمراض المزمنة التي تنخر أجسادهم والاهمال الطبي الذي يفاقم من هذه الأمراض وبعد ارتفاع أعداد المصابين بوباء كورونا واتساع انتشاره في أوساط الأسرى
ما زالت تستثمر بأبشع الصور صمت وتخاذل المجتمع الدولي عن محاسبتها وإدانة هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى محاكم مجرمي الحرب واستمرار الكيل بمكيالين في التعامل مع المواثيق والأعراف والقرارات الدولية التي تنتهكها وتتعمد إدارة الظهر لها وإدارة الحرب ضد الأسرى من خارج النطاق القانوني والمعايير الإنسانية

والإصرار على احتجاز جثامينهم في مقابر الأرقام كجزء من عملية القهر والتعذيب والتنكيل بعائلات الأسرى الشهداء

أن المنظومة الطبية الفلسطينية وفي مقدمتها وزارة الصحة مطالبة بتفعيل دورها إزاء الأوضاع الصحية للاسرى في سجون الاحتلال وإطلاق أوسع حملة دولية لتوظيف القرار الأممي الأخير الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية بشأن الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية لفضح حقيقة الجرائم التي ترتكب في سجون الاحتلال الإسرائيلي والعمل لتوفير آليات المتابعة الدولية واجبار الاحتلال على التعامل مع الأسرى المرضى وجائحة كورونا والوضع الصحي العام للأسرى وفق المعايير الدولية والإنسانية وحماية حياتهم من تهديد القتل البطيء واليومي التي تمارس بحقهم

أن القوى والمنظمات والمؤسسات الفلسطينية على اختلاف مسؤولياتها مطالبة بالتحرك الجاد لتحويل جريمة قتل الأسير ابو وعر وعدم تسليم جثمانه وقضية جثامين الشهداء المحتجزة إلى مواجهة حقيقة مباشرة وعلى كافة المستويات والانتقال إلى مرحلة جديده تتناسب وحجم التحديات المصيرية التي تواجه الحركة الاسيرة والعمل من قلب هذه القضية العادلة بكل المقاييس لتغيير قواعد المواجهة والصدام مع الاحتلال
وتصحيح المسار في تحديد السياسات والبرامج والأولويات والآليات الاكثر جدوى لاستنهاض عوامل القوة الذاتية ومراكمة الانتصارات التي سترغم عصابات الاحتلال على التراجع عن مخططاتها الدموية بحق الأسرى

لقد وقعت العديد من الأحداث والتطورات الكبرى في أوساط الحركة الاسيرة في الاونه الاخيره والتي كان من أبرزها إلى جانب استشهاد عددمن الاخوه الانتصار النوعي الذي حققه الأسير البطل ماهر الأخرس في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري الظالمة وغطرسة وعنجهية أجهزة المخابرات الإسرائيلية
حيث يمكن لهذه التطورات الى جانب مخاطر الوضع الصحي للأسرى في ظل جائحة كورونا أن تشكل المدخل لقراءة صحيحة ومسؤولة لملف الأسرى وبلورة الاستخلاصات والمهمات التي ترتقي إلى المستوى الذي تستحقه قضية الأسرى كقضية وطنية من الدرجة الأولى

المختص بشؤون الاسرى /مصطفى المسلماني
غزه.فلسطين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت