من إعلان الاستقلال إلى قيام الدولة الفلسطينية

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  • بقلم  :  سري القدوة

الأحد 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2020.

تمحور العمل الفلسطيني خلال العقود الثلاثة الماضية وضمن المفهوم الوطني لإعلان الاستقلال الفلسطيني والذي جسد طموح الشعب الفلسطيني عبر مراحل النضال والكفاح والتحرر ليشكل مفهوم الاستقلال ويعني لدى ابناء الشعب الفلسطيني ترسخ الحقوق الوطنية في منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي، وتحولها إلى حقيقة سياسية في ظل الازمات الدولية وما الت اليه طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي، فلسطين اليوم هي حقيقة سياسية موجودة في العالم أكثر من أي وقت مضى، وربما تكون فلسطين كحقيقة سياسية أصبح وجودها راسخاً أكثر من دولة الاحتلال نفسها، وتستمر الجهود الوطنية من اجل اعلان قيام الدولة وتجسيد هذا الاعلان عبر ضرورة اصدار جواز السفر الفلسطيني التابع لدولة فلسطين والشروع بصك العملة الفلسطينية ليتم تداولها فلسطينيا وأهمية تطوير المؤسسات الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية التي تشكل الاطار الحقيقي والطبيعي للدولة الفلسطينية المستقلة.

ويعكس تزايد الاعتراف الدولي بضرورة قيام الدولة الفلسطينية ويضع حد لهذه الاحتلال العنصري وإرهاب حكومته المنظم والاعتداء على الحقوق الفلسطينية وسياسة الاحتلال القائمة على اقامة المستوطنات وعدم اعترافها بالدولة الفلسطينية، وتكمن اهمية اعتراف المنظومة الدولية باستقلال الدولة الفلسطينية كونها تضع حد لهذا الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني ويحدد الاعتراف الدولي اسس قيام الدولة الفلسطينية ويضع حد لأطول احتلال عرفه العالم.

واليوم ورغم ان الدولة الفلسطينية لم تتجسد على ارض الواقع والتي نتجت عن مفاوضات السلام ولم تكتمل بعد إلا انها تتجسد كحقيقة قائمة لا محالة، وان فلسطين تتجسد عبر السيادة الفلسطينية كحقيقة سياسية أقوى من أي وقت مضى، ودائما كانت المشكلات القائمة هي في وجود الاحتلال الاسرائيلي وسياسته العنصرية القائمة على عدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والعمل على انهاء المشروع الوطني الفلسطيني من خلال التعامل مع هياكل هزيلة وبديلة، حيث يتصور الاحتلال واهما بأنها بديل عن قيام الدولة الفلسطينية، بينما تستمر جهود القيادة الفلسطينية والكل الوطني الفلسطيني لدعم قيام الدولة وتجسيدها على ارض الواقع كبديل حقيقي وطبيعي عن الاحتلال القائم بالقوة والهيمنة والعربدة الاسرائيلية وإرهاب الدولة المنظم من خلال جيش الاحتلال العسكري الذي يواجهه شعب فلسطين مرتكبا الجرائم الدولية.

لقد فرضت الدبلوماسية الفلسطينية نفسها وعبرت عن واقع الشعب الفلسطيني وحقيقة الصراع القائم في الاراضي الفلسطينية المحتلة وساهمت في نقل صورة ما يجرى من ممارسات وعربدة يومية وعدوان ظالم يقوم بها جيش الاحتلال العسكري الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لتساهم في تعزيز المواقف الدولية الداعمة للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني وتعزيز الموقف الدولي وتزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وفي ظل هذا التشابك الدولي والتطورات السياسية الإقليمية والدولية، والخطوات والتحديات في المرحلة المقبلة، وسبل معالجة إرث سياسات الادارة الترامبية وما لحقت به من اضرار تجاه القضية الفلسطينية وخاصة في ظل اعلانه صفقة القرن الامريكية، وإصرار فريق عمله على تطبيق هذه الصفقة من طرف واحد متجاهلين الشعب الفلسطيني وحقوقهم التاريخية، لا بد وللأهمية سرعة التحرك من قبل القيادة الفلسطينية والعمل على المستوى السياسي العربي والدولي وضرورة الاتجاه نحو مسار جديد يتجاوب مع متطلبات العدالة والسلام والحقوق التاريخية وخاصة بعد الفشل الذي لاحق بالرئيس ترامب وخسارته الانتخابات امام مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن وضرورة التوجه نحو تدعيم خيار حل الدولتين وتعزيز الاعتراف الدولي بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

 

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت