أكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية على أن التجسيد الفعلي للاستقلال لا يتأتى بمعزل عن تحقيق الوحدة الوطنية و الالتفاف حول الإستراتيجية الكفاحية الموحدة اللازمتين للخلاص من الاحتلال و استرداد أراضينا الفلسطينية و بسط السيادة الوطنية عليها .
فاليوم تحل الذكرى ال32 لإعلان الاستقلال أثناء انعقاد المجلس الوطني في دورته التاسعة عشر في الجزائر بتاريخ 15/11/1988 إبان ما كانت الانتفاضة الشعبية في ذروة اندلاعها و التي شكلت بزخمها الكفاحي قوة الدفع السياسية للإعلان عن الاستقلال الذي لاقى ترحيبا دوليا واسعا من أصدقاء الشعب الفلسطيني المؤمنين بعدالة قضيته الوطنية الأمر الذي يحتم علينا أن نعيد الاعتبار للتأييد و التضامن الدولي و التركيز على تعديل موازين القوى العالمي لكسب ذلك التأييد المهم لنضالنا المشروع ضد العنصرية و الفاشية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني.
و مع هذه الذكرى التي تأتي في غمرة ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات و مخاطر المخططات الرامية لتصفيتها تدفعنا أكثر من أي وقت مضى لضرورة استعادة جادة لوحدتنا الوطنية و توحيد رؤيتنا و نهجنا السياسي على أسس كفاحية لمجابهة تلك التحديات و اجهاض تلك المخططات الخبيثة و بما يكفل إنهاء تاما للاحتلال و اقتلاعه و استيطانه السرطاني من أراضينا كي ينعم شعبنا الفلسطيني بسيادته و استقلاله الوطني بشكل فعلي .
فالاستقلال الحقيقي للشعب الفلسطيني لا يتجسد إلا بخلاصه من أطول و أبشع احتلال عرفته البشرية و تحقيق حريته و عودته إلى بلداته و قراه في فلسطين .