- بقلم الأستاذ: السعيد قرايت - المستشار الاعلامى لجريدة الوسيط المغاربي
المؤكد والمتعارف عليه أن موقفنا في جريدة الوسيط المغاربي مستمد من الموقف الرسمي للدولة الجزائرية والذي كان قد عبر عنه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عدة مناسبات ؛وهو موقف ثابت لا ولن يتغير ؛ فالجزائر مع حق الشعب الفلسطيني في انتزاع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ،إن الموقف الثابت والراسخ للجزائر تجاه القضية الفلسطينية نابع من مبادئها الراسخة التي تنبذ الاستعمار وتمقته ' لأنها عاشت تحت نير الاستعمار 132سنة ويعرف شعبها جيدا المعنى الحقيقي للاستعمار ' وكانت الجزائر رائدة في الدفاع عن الشعوب المضطهدة في مختلف اصقاع العالم هذا هو مبدأها منذ أن انتزعت استقلالها الوطني الى اليوم ؛ وسوف لن تغيره لأنه نابع من قناعتها الراسخة في ضرورة ان تعيش شعوب المعمورة في كنف الحرية والاستقلال ؛ واليوم ليس غريبا ابدا ان تقف الجزائر الى جانب الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه طبقا للقوانين والاعراف الدولية ؛ وبالفعل فقد ناضل الشعب الصحراوي وكافح ضد الاحتلال الى ان فرض قضيته على الهيئات الاقليمية والجهوية والدولية ؛ والدليل على فرض عضويته في الاتحاد الافريقي ؛وتبنت هيئة الامم المتحدة القضية الصحراوية على انها قضية استعمار لاشك فيها ؛ وطال الزمن ام قصر سيقرر الشعب الصحراوي مصيره بنفسه وبكل حرية واستقلالية ؛ وهناك دول عديدة تقف مع القضية الصحراوية وتطالب بضرورة اجراء إستفتاء شعبي للشعب الصحراوي من اجل تقرير، مصيره ؛ فالقضية تتعلق بتصفية الاستعمار في القارة الافريقية ؛ وتعتبر جمهورية الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الافريقية . لقد كافح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي منذ 1975 ؛ الى أن جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الصحراوية ودولة الاحتلال المغربية سنة 1991 ؛ وهو الاتفاق الذي انتهكته دولة الاحتلال المغربية يوم 12 نوفمبر الجاري ؛ وهو الانتهاك الذي نددت به الكثير من الدول والمنظمات في مختلف مناطق العالم ؛ ودعت المغرب المحتل للجمهورية الصحراوية الى توقيف اعتدائه السافر على الشعب الصحراوي والجلوس الى طاولة المفاوضات .وعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ أدانت الشبيبة الفلسطينية الانحياز غير المسؤول للأمم المتحدة تجاه الوضع المتوتر في منطقة الكركرات ؛ بالصحراء الغربية ؛ وعبرت الشبيبة الفلسطينية عن تضامنها المطلق مع الشعب الصحراوي ونددت بالمناسبة للانحياز والسلوك غير المسؤول للأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية الاخرى التي لم تقدم على فعل أي شيء لإنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ؛وأدانت الشبيبة الفلسطينية في بيانها هذا التواطؤ امام الانتهاك السافر المغربي لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال . وجاء في البيان ان منظمة الشبيبة الفلسطينية تطالب مجلس الأمن الدولي الى تسمية الاشياء بمسمياتها ؛واتخاذ موقف واضح ينهي الاستعمار المغربي للصحراء الغربية وفقا للقرار 1514 وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة . والحقيقة ان بيان الشبيبة الفلسطينية واضح جدا ولا غبار عليه ؛ فهو صادر عن شبيبة تعيش للأسف الشديد تحت نير الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب بلادهم وشرد شعبهم منذ نحو سبعين سنة ؛ وتعي جيدا معنى الاستعمار المدمر للشعوب والامم ؛ ولا غرابة ابدا اذا استنكرت الاحتلال المغربي لجمهورية الصحراء الغربية ؛ بل عبرت عن وقوفها الى جانب الحق ؛ وهي بموقفها الشجاع هذا ودعوتها الاحرار في العالم الى التضامن مع الشعب الصحراوي ؛تكون قد عبرت عن حبها للانعتاق والحرية لجميع شعوب العالم . لكن مالم نفهمه واخلط اوراقنا بل دوخنا هو" التنويه " الذي أصدرته سفارة دولة فلسطين لدى المملكة المغربية .اوضحت فيه على وجه الخصوص أن موقف منظمة الشبيبة الفلسطينية مخالف للموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية ؛ واستطردت السفارة الفلسطينية في المملكة المغربية تقول في "تنويهها" ان الموقف الفلسطيني يستقي من المرجعية الرسمية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية . والغريب في الامر ان السفارة الفلسطينية انحازت بالمطلق الى المغرب . ونحن لانتخذ أي موقف في هذا الشأن حتى يتضح الخيط الابيض من الاسود .لكن لا بأس أن نتمنى ان يكون ما صدر عن سفارة دولة فلسطين في المغرب مجرد سهو ؛أو خطأ .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت