حرم مرض كورونا الجديد العديد من الكويتيين الاستمتاع بلذة التخييم في البر مع بداية فصل الشتاء ،بعد أن ألغت السلطات الكويتية موسم التخييم وأمرت بمنع نصب الخيام داخل المنازل وفي المناطق الصحراوية، للحد من انتشار العدوى خلال هذه التجمعات.
لكن الكثير من الكويتيين خاصة الشباب وجدوا في الكشتة "جلسة في البر" متنفسا مع اعتدال الجو هذه الأيام يكتفي خلالها الحضور وأكثرهم من الرجال، بركن سياراتهم في منطقة صحراوية بعيدة عن ضوضاء المدينة ويفرشون السجاجيد ثم يلتفون حول أباريق الشاي والقهوة، قبل البدء في ممارسة بعض الألعاب التقليدية كلعب الورق.
وقال الشاب الكويتي حمود العلي (35 عاما) لوكالة أنباء (شينخوا) إن كل الأماكن لم تعد مريحة مثل السابق بسبب الإجراءات الصحية، فالمقاهي تمنع الشيشة، والمطاعم لم تعد تستهوي الشباب مثل السابق، مضيفا "الجو جميل الآن والتخييم ممنوع ونحن نفضل "الكشتة" لأنها تمنحنا فرصة للاستمتاع كشباب فيما بيننا".
في الصورة الملتقطة يوم 13 نوفمبر 2020، أشخاص يستمتعون برحلة صحراوية في محافظة الجهراء بالكويت وسط مرض كوفيد-19. (شينخوا)
وعادة ما يبدأ موسم التخييم مطلع نوفمبر ويستمر حتى شهر مارس من كل عام ،وهي الأشهر التي تشهد فيها الكويت حالة من الاعتدال في الجو خلال فترة النهار وبرودة الطقس ليلا وذلك يأتي بعد شهور من ارتفاع درجة الحرارة ،ويقوم الكويتيون بنصب الخيام في عدة مناطق صحراوية مخصصة للتخييم ، في شمال وغرب وجنوب الكويت، بينها المطلاع والنعايم والوفرة والمنقف والنويصيب.
ويشعر الستيني حمد السالم بالشوق للخيام التي ألف المبيت فيها طيلة فصل الشتاء منذ الطفولة، وقال السالم لوكالة أنباء ( شينخوا) بينما كان يتسوق في جمعية العديلية في محافظة العاصمة اليوم ،ان حالة كبيرة من الملل تتملكه في البيت ،لذلك يخرج كل ليلة برفقة أصدقائه في رحلة "كشتة" في منطقة قريبة من بيته في منطقة المنقف في محافظة الأحمدي، للاستمتاع بشرب الشاي في الطبيعة وتبادل الأحاديث خاصة وأن الانتخابات التشريعية ستنظم في 5 ديسمبر المقبل.
ولفت السالم إلى أن "الكشتات" أصبحت ملاذ غالبية الكويتيين بعد منع موسم التخييم ،فيما أشار حمود العلي إلى أن "الكشتة" أصبحت كذلك بديلا عن الديوانيات التي أمرت السلطات الكويتية أيضا بإغلاقها ،إذ توفر متسعا لتدخين الشيشة والاستئناس بشرب الشاي والقهوة اللذين يتم أعدادهما على الفحم أو الحطب .
في الصورة الملتقطة يوم 13 نوفمبر 2020، أشخاص يستمتعون برحلة صحراوية في محافظة الجهراء بالكويت وسط مرض كوفيد-19. (شينخوا)
ويحرص مرتادو البر في "طلعة الكشتة" على تجهيز الأمكانيات اللازمة والتي تسمح بقضاء أوقات جميلة، وقال الشاب محمد الكندري (32 عاما) لوكالة أنباء |(شينخوا) إن أسعار الأدوات المستخدمة في الكشتة ، خاصة الكشّافات والإنارة تضاعفت خلال هذه الفترة بسبب كثرة إقبال الشباب عليها ،بحثا عن المتعة والتغيير، في ظل الأجواء الكئيبة التي فرضها مرض فيروس كورونا الجديد ،الذي حرم الجميع من الزيارات العائلية ، ومن لقاء الأحبة في الديوانيات التي تعتبر عمود العلاقات الاجتماعية في الكويت.
وعكس حمد السالم الذي لا يبتعد كثيرا عن بيته، يقضي محمد الكندري برفقة أصدقائه الليل كاملا في بر المطلاع في محافظة الجهراء على بعد 40 كلم عن العاصمة ،إذ يجهز الشباب أنفسهم بكل المستلزمات الضرورية بما فيها مطبخ الغاز المتنقل لإعداد وجبة البرياني للعشاء وإفطار الصباح المكون من البيض المقلي والجبن وقطع الخبز قبل العودة إلى بيوتهم في اليوم التالي بعد ليلة سمر لا تنسى .
ولا تخلو بعض جلسات البر من المخالفات، لذلك أطلقت الهيئة العامة للبيئة مطلع نوفمبر الجاري ،حملات توعوية بمشاركة شرطة البيئة ،لحث عشاق "الكشتات" على المحافظة على البيئة وجمع مخلفاتهم فور انتهاء جلساتهم وتنبيههم إلى مخاطر ترك المخلفات على البيئة ،كما شرعت فرق التفتيش التابعة لها بالقيام بحملات تفتيشية للوقوف على مدى التزام من يرتاد "الكشتة" بقانون حماية البيئة.