إعلان الاستقلال والهوية الوطنية الفلسطينية

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  • بقلم  :  سري القدوة

الاثنين 16 تشرين الثاني / نوفمبر 2020.

استمرت مؤامرات النيل من حقوق الشعب الفلسطيني منذ تأسيس ما يسمى بدولة الاحتلال فهي دولة اقيمت على انقاض الشعب الفلسطيني وعبروا على جثث الشهداء، وقد تواصلت المؤامرات للنيل من الكفاح الوطني وصولا الي مرحلة مهمة في حياة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل وهي مرحلة محاصرة المقاطعة، وهذا الطوق الرهيب الذي فرضه شارون رئيس وزراء الاحتلال على الشهيد الرئيس ياسر عرفات في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، ليتزامن مع حصار مالي وسياسي كان هدفه تركيع الشعب الفلسطيني وإجباره على رفع راية الاستسلام للمشروع الصهيوني في المنطقة، ولكن كل مؤامراتهم باءت بالفشل الذريع وليرحل الرئيس ياسر عرفات تاركا وراءه الارث الكفاحي، وليواصل شعب فلسطين نضاله ضد المشروع الصهيوني الاستعماري واليات التسوية الرخيصة الهادفة للنيل من وحدة هذا الشعب المناضل ولترفض عقلية الشعب الفلسطيني والضمير الجمعي والقيادة الفلسطينية كل مشاريع التصفية وتتصدي لها ولتحطمها على صخرة صمود وكفاح الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

لقد ترك الرئيس الشهيد ياسر عرفات نبراس الوطنية للأجيال والقيادة الفلسطينية التي حملت الامانة، واستطاع غرس البذور الوطنية الفلسطينية في الاجيال المتعاقبة من خلال ممارساته النضالية وتشبثه بالموروث الوطني، لتعبر كوفيته التي كان يعتمرها ولتصبح رمزا من رموز النضال الفلسطيني، وعنوانا بارزا للالتزام بحرية فلسطين ولتشكل خارطة الوطن والحرية والاستقلال، حيث واصل كفاحه العادل من اجل تحرير فلسطين في كل ساحات النضال ملتزما بمبادئ الثورة ومؤمنا بأهداف حركة التحرر الوطني الفلسطيني، والرئيس الشهيد ياسر عرفات يعد امتداد طبيعي للنضال الفلسطيني والمقاوم الذي بدأ بالثورات ضد الانتداب البريطاني، ولتستمر اليات الكفاح والتحرر عبر مراحل ومفاصل اساسية ليرسم اروع صور الكفاح من خلال ممارسة العمل النضالي والكفاحي لنيل الحرية والاستقلال، واستمرت الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأساس لإنجاز حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني متمسكة بحقوقها النضالية والوطنية ومدافعة عن الوطن والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ولتشكل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الطليعة الكفاحية والنضالية للشعب العربي الفلسطيني التي ترسم معالم الدولة والمستمرة على درب الشهداء من اجل خوض معركة التحرر الوطني متصدية لكل المؤامرات والمشاريع الاستعمارية الهادفة لحرف مسار البوصلة الوطنية الفلسطينية وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، ولكن كان دائما الصمود الفلسطيني وإرادة هذا الشعب المكافح اقوى من كل هذه المشاريع التآمرية والتي تسعى حكومة الاحتلال الاسرائيلي لتمريرها لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل من خلال اصرارها تنفيذ صفقة القرن الامريكية.

وفي ظل ذلك بات المطلوب وأكثر من أي وقت مضى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية التي استشهد دفاعا عنها كل شهداء الشعب الفلسطيني العظام وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات وآلاف الشهداء من مختلف الفصائل الفلسطينية، وضرورة الالتزام بمبادئ وثوابت ومسيرة النضالية الوطني المجيدة، وان الأمم المتحدة مطالبة اليوم بتطبيق قرارها الصادر في نوفمبر 2012، عن الجمعية العامة رقم 19/67 والقاضى بالاعتراف بدولة فلسطين ودعم هذا الاعتراف لإنهاء اطول احتلال عرفه العالم ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها، وأن يتحمل المجتمع الدولي ومؤسساته المسؤولية، وتأخذ دورها في تطبيق الشرعية الدولية، وقراراتها ذات العلاقة، والانتقال إلى مربع الأفعال لإجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها، وإنهاء احتلالها للشعب الفلسطيني، تحقيقا للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت