في ذكرى إعلان استقلالنا

بقلم: بدر أبو نجم

بدر أبو نجم
  • كتب: بدر أبو نجم

مرت 32 عاما على اعلان استقلال فلسطين، ولا زال الدم الفلسطيني ينزف، والأسير ينتظر، والجريح يراقب ويضمد جرحه من أجل فلسطين، أعوام مضت واللاجئ في لبنان وسوريا يتمسك بكلتا يديه بمفتاح بيته في الرملة واللد، وينتظر أن يعود إلى برتقاله في يافا، والشهيد اكتفى وأنار  لنا الطريق نحو فلسطين.. نعم مضت سنوات ولا زال أبناء شعبنا يحلمون بالعودة والاستقلال كباقي دول العالم، وكيف لا، وما زالت فلسطين الدولة الوحيدة في هذا العصر الحديث تخضع لأبشع احتلال عرفه التاريخ.. كيف لا، وما زلنا تحت احتلال في زمن ولا فيه الاستبداد والإستعمار.

 

هو تشرين الثاني الذي فقدت فيه فلسطين رمزا من رموزها، صاحب غصن الزيتون والبندقية الراحل أبو عمار. تشرين الثاني الذي فقدنا فيه قبل أيام قليلة رجلا  محاربا ووطنيا كبيرا، كقامة صائب عريقات الذي عرف بعناده على طاولة المفاوضات مع الاحتلال، وثباته على المبادئ الوطنية وحقوق شعبه، الصائب الذي بقي حتى أنفاسه الأخيرة يوصي بحقوقنا، ويراهن على شعبنا، ويشدد على اللحمة الوطنية والمصالحة.

 

بالعودة إلى قاعة الصنوبر في الجزائر، وفي مثل هذا اليوم من عام 1988، فما زالت هذه الجملة عالقة في أذهان شعبنا: "فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

 

صدح الشهيد الراحل ياسر عرفات بهذه الكلمات عاليا  أمام المجلس الوطني الفلسطيي وعلى مسمع العالم، ممسكنا بغصن الزيتون والبندقية معا.

 

في خضم وهج الثورة الفلسطينية، وانسلاخ أغلب الدول العربية عن مستبديها ومستعمريها، كان لا بد للشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره بنفسه، حتى لو كان ذلك تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي، وممارسته المجازر بحق أبناء الشعب التواق للحرية حتى لحظة خط هذه الكلمات. فكان لا بد من إعلان واضح وصريح بأن فلسطين هي دولة مستقلة كباقي دول البسيطة، وانتهج ياسر عرفات هذا المبدأ قابضا على غصن الزيتون الذي يرمز للسلام، وممسكا بسلاحه في يده الأخرى.

 

ورغما عن القاصي والداني، أُعلن استقلال فلسطين، حتى وإن لم يعجب البعض منا، ومن الآخر في يومنا هذا، بسبب وجود الاحتلال، وممارسته كافة أشكال الدمار ضد أبناء شعبنا سواء كانت بالقتل، أو بتهجير السكان من أراضيهم وهدم بيوتهم، أو بممارسته العنجهية بكل أشكالها ضد شعب أبى إلا أن يصمد حتى ينال حريته التامة على أرضه وقدسه الأسيرة.

 

إن إعلان الاستقلال استند إلى الحق الطبيعي والتاريخي، والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله، وانطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ 1947، ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، والاستقلال السياسي، والسيادة فوق أرضه.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت