- بقلم عبدالهادي سمير زكي البحيصي
ولد جوزيف بايدن عام 1942 ويطلق عليه جو بايدن وعاش في عائلة كاثوليكية في ولاية بنسلفانيا الموجود فيها المقر الأعظم للبنائيين الأحرار في الجانب الشمالي من الكرة الأرضية ، ودرس التاريخ وعلم السياسة وفي عام 1973 بدأ نفوذ بايدن بالظهور عندما فاز بانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي ليصبح خامس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في عمر الثلاثين فقط ، ويمتاز بايدن بقدرته الخطابية وبأنه محدث بارع ، وهو ما دفعه عام 1988 لترشيح نفسه عن الحزب الديمقراطي فقد كان مرشحاً قوياً نظراً لصورته المعتدلة وقدرته الخطابية ولكونه في مجلس الشيوخ ، ولكن الدولة العميقة لم تختر اسمه آنذاك بل كان مجرد تحضير لما هو قادم عليه ، وفي عاك 2007 تم طرحه في الانتخابات ولكنه انسحب وأعطى دعمه لباراك أوباما الذي فاز بالرئاسة الأمريكية بعدما وضعَ عليه من الدولة الحاكمة والأعضاء ( 13 ) ولقد تم تكريمه كنائب لأوباما عام 2008 لغاية عام 2016 ، ويعتبر بايدن من الليبراليين وخصوصاً في توجهاته السياسية ففي فترة حكم جورج بوش الابن كان بايدن من بين ما صوتوا لصالح غزو أفغانستان وضرب العراق ولقد كان العقل المدبر لتقسيم العراق إلى ثلاثة فيدراليات كردية وسنية وشيعية ، وفيما يتعلق بالملف السوداني فقد أيد خطط ارسال قوات أمريكية إلى إقليم دارفور ، ويعد بايدن من أشد مناصرين إقامة الدولة اليهودية في فلسطين ولن يتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ، وأن بايدن من أشد المتحمسين لتوسيع حلف الناتو شرق أوروبا ويبنى بايدن المواقف التقليدية للحزب الديمقراطي من قضايا الرعاية الصحية والمهاجرين ودعم الشواذ والاجهاض وحق حمل السلاح ويركز على فرض الضرائب ، وبالنسبة إلى وجهه الأخر مثال على ذلك فيما يتعلق بإيران فمن ناحية هو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام اسلوب العقوبات ومن ناحية أخرى يعتبر الحرس الثوري الإيراني اليد الخفية ويرفض اعتبارها منظمة إرهابية ، أما بالنسبة للإطاحة بترامب الذي وضع خدمات جلية للمملكة الأمريكية ، أن الاختلاف بين بايدن وترامب لن ولم يغير قواعد الدولة العميقة الحاكمة اتجاه العالم وبالأخص الشرق الأوسط فدور الموظف تنفيذ الأوامر القادمة من الإدارة العليا ، ولكن كل من كان داعم لتلك القرارات ومدافعاً عنها كلما كان أقرب في التسلسل الهرمي وبغض النظر عن الفائز أو الخاسر ، أن الرئيس هو كبير الموظفين في الدولة العميقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وينفذ سياسات ومخططات الدولة العظيمة ( الماسونية ) وبغض النظر عن برنامج أي مرشح للانتخابات فهو لا ينفذ إلا ما هو مكتوب في الصندوق الأسود أما بالنسبة لخسارة ترامب هو سقوطه في الدولة العميقة وخصوصاً أن ترامب كشف عن الوجه الحقيقي الذي لا يراه معظم الناس حيث تحدث عن حقيقة منظمة الصحة العالمية ومحاربة الاسلام بشكل علني مع العنصرية فهذه القضايا يجب المحافظة عليها ضمن توازنات ايدلوجية سياسية معينة وليس إطلاق عبارات تؤدي إلى تزعزع كبرى شركات الوهم البصري كما فعل بتصريحاته عن خدعة الصعود إلى القمر وتحديد تمويل وكالة ناسا ومهاجمته للتنين الصيني والتشكيك في فايروس كورونا كل هذا جعل الدولة العميقة تسليم الحكم لغيره ، وتشكل المادة الإعلامية هذه الايام دعماً كبيراً لبايدن اتجاه الإسلام التي يصدقها البسطاء ، ولكن من المؤسف أن نرى من يراهن في التغيير داخل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إحداث تغيير اتجاه الدول العربية والأقاليم الدولية وهي مراهنات مضحة وسخيفة تتجدد مع كل انتخابات أمريكية ، ولقد اختار جو بايدن كامالا هاريس كأول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يتم انتخابها نائب لرئيس الدولة وولدت كامالا من أبوين مهاجرين من جاميكا والهند والهدف الحقيقي من ذلك الأصول من أجل ترسيخ ايدلوجية الولايات المتحدة في عقول العامة اتجاه المهاجرين وكذلك تهدأت الغضب الداخلي أتجاه الأحداث الأخيرة ضد السود ، أن كل الأمور يا عزيزي القارئ ممنهجة ومدبرة من حولك لتتناسب مع العقول العامة للشعوب ، أن جو بايدن يعتبر عراب الماسونية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وهو الأداة التي تستكمل به الماسونية تنفيذ مخططاتها المرسومة زمانياً ، أن نفس الأدوات التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية هي نفس الأدوات الخفية التي تتمثل بأخطر منظمة عالمية تقود وتحدد سياسات العالم ، ودائماً ما كان بايدن من الأعضاء المؤيدين في مجلس الشيوخ الأمريكي لمنظمة ( ايباك ) اليهودية للنفط .
وبالنسبة للأهداف المرسومة لهذا الرئيس القادم لن تخدم إلا المصلحة الماسونية والدولة الأمريكية الأداة التنفيذية طبعاً ، وكل الخلافات والضغوط التي سوف يستخدمها مثلاً اتجاه السعودية لن تفي بالغرض فدول الخليج تتسابق لدعم الخزينة الأمريكية وبالنسبة لإيران ستظل مستخدمة كيد خفية بالشرق الأوسط ، وأما بالنسبة لروسيا والصين سوف تتجه الدولة الأمريكية لإعادة فتح العلاقات والتعاملات مع هذه الأطراف قبل صعود المملكة الأخيرة وانهيار الدولار ، أما بالنسبة للدول العربية سوف تظل المسرح الذي سيقام عليه العرض الكبير .......
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت