- عطا الله شاهين
- أبحث عنكِ في اللامكان..
لم يعد هناك أي مكان للبحث عنك، حتى في الفراغ بحثت عنك وبكل حواسي، لكنني لم أجدك.
بحثت في الريح القادم من اللامكان، لكنني فشلت في العثور عليك.
بحثت عنك في الجهات الأربع، وبين الغيوم، الا أنني لم أجدك.
ها أنا أبحث عنك في اللامكان، علني أجدك بين مسافات متقاربة في اللامساحة لحيز ضيق يشبه ثقبا في جدار .
أبحث عنك كل الوقت، حتى في نومي، عندما أحلم بك، الا أنني في أحلامي لم أجدك.
فتشت عنك كل زوايا الكون في اللامكان، لكنني لم أجد أي شيء يشبهك لم أستسلم بعد في بحثي المجنون عنك، لأنني مشتاق لحضنك االدافئ.
فهنا أراني أرتجف على حافة الزمن ممسكا بصورة لك تجعلني أبكي كلما نظرت اليك.
لا مكان بعد للبحث عنك .
أبحث عنك في ميتافيزيقية عقلي، لكنني لم أجدك.
ربما أنت في مكان في اللامكان في مساحة تشبهك وفي حيز لا يريني إياك..
- سرّغيابك الميتافيزيقي لا يقنعني..
لا يمكنني استيعاب حججك الفارغة من سبب غيابك الميتافيزيقي عني لزمن، وحين تظهرين فجأة أراك امرأة مختلفة، رغم أن وجهك يشبهك، لكن عقلك يكون متنورا بأفكار ميتافيزيقية، وكأنك عدت عالمة في الحب .
أقول لك بكل صدق بأن غيابك الميتفيزيقي لا يقنعني، لا سيما بأنك لا تردين على اتصالاتي، وكأنك غارقة في فهم فلسفة الحب بين عشيقين لا يفهمان الحب، الا تحت ضوء أزرق اخترناه بحوار هادىء ذات يوم لديكور بيتنا المذهل بزخفات هبلة لا داع لها البتة، إنها مجرد اختلاف عن بيوت أخرى تحيط ببيتنا.. مجرد امتياز خارق ليس له أي معنى للآخرين، بل يرون في ديكورك هدرا للمال..
إن سر غيابك الميتافيزيقي خلف أبواب العقل، الذي لا يوصلك إلى نتيجة مقنعة عن فهم فلسفة الحب في عالم يحكمه المال، وكأن المال بات يشتري قيمة الحب، مع أن الإنسان بات يركض خلف المال دون الإهتمام بالحب الانساني، على الرغم من أن الحب هو معنى الحياة..
تغيبين ميتافيزيقيا عني، رغم انك تكونين على بعد خطوات مني، ولكنك تغلقين هاتفك الخلوي، ولا تردين على اتصالاتي، وكأنك في حجرتك تحاولين فهم معنى الحب بين عشيقين يعيشون في جدال أبدي حتى وهما في فراشهما الوثير..
- ذات حُلْمٍ في العدم..
لم يحلم ذاك الرجل من قبل في تواجده القصير في العدم، لكنه حلم ذات ليلة حالكة بأنه متواجد في العدم ورأى نفسه واقفا في فراغ معتم، وأيقن بأن العدم ليس فراغا معتما كما كان يعتقد، الا أنه تأكد من الناحية الفيزيائية بأن العدم يحتوى ذرات وغبار.
كان الرجل يشعر بها، فقال: أول مرة أدخل إلى عالم العدم، هذا الفراغ الذي ليس عدما، بل فراغ مليء بالحياة.. وقبل أن يستيقظ الرجل قال: ما هذا الحلم، الذي غبت فيه عن الوجود ودخلت إلى العدم ؟ها هنا حياة، لكنها لا تشبه حياة الوجود، رغم أن الوجود أتى من العدم كما يقول الفلاسفة ، لا أدري إنه مجرد حلم دخلت فيه إلى العدم وحلمت وأنا داخل العدم.. شعر في حلمه بأنه يتنفس غبارا كونيا .
كانت العتمة هناك مخيفة. تأمل قليلا صمت العتمة، واستيقظ فجأة على صراخ إبن الجيران ، الذي كلما رأى حلما يقوم بالصراخ، فنهض الرجل من فراشه، وراح صوب المطبخ وتناول كأسا من الماء، وشربه ببطء شديد وقال كنت في العدم قبل لحظات.
فالعدم كان عدما ، رغم أنني كدت أختنق هناك في العتمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت