عقدت القمة الـ15 لمجموعة العشرين يومي 21 إلى 22 نوفمبر عبر رابط فيديو وناقشت خلالها الدول الأعضاء الجهود المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وخلال أعمال القمة، تبادل القادة المشاركون تجارب بلدانهم في مجال مكافحة جائحة كوفيد-19 والتدابير الوقائية الرامية إلى الحد من تفشي الجائحة. ورأوا ضرورة سد الفجوات في القدرة على الاستجابة والاستعداد لدى البلدان من خلال تبادل المعرفة من أجل تحسين فعالية النظام الصحي العالمي. كما أكدت القمة على أهمية استخدام الحلول الرقمية لمواجهة الأوبئة الحالية والمستقبلية.
ووسط هذه الجائحة العالمية، تختلف قدرة البلدان على الاستجابة لكوفيد-19 والمرحلة الحالية من تفشي الجائحة لدى كل منها اختلافا كبيرا، إذ تمتلك بعض البلدان أنظمة طبية وصحية كاملة نسبيا وقدرات كبيرة على توفير المواد والمستلزمات، وسيطرت بشكل أساسي على تفشي المرض محليا أو شهدت نقطة انعطاف له. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من البلدان، وخاصة البلدان الأقل نموا، تواجه وضعا قاسيا للغاية من مكافحتها للجائحة. وتلك البلدان بحاجة إلى توجيه ومساعدة من المجتمع الدولي لكي تتغلب على هذا الوضع الوبائي.
وفي الواقع، تتطلب السيطرة على الجائحة تدابير صارمة مثل إغلاق المدن وفرض حظر التجوال للحد من حركة الناس والاتصال. غير أن ذلك يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأداء الطبيعي للاقتصاد والمجتمع. ويمكن للبلدان ذات الاقتصادات الأقوى أن تنقذ اقتصاداتها من خلال برامج تحفيز واسعة النطاق، ولكن البلدان ذات الاقتصادات الأضعف كثيرا ما تكون أدوات السياسة العامة لديها مثقلة بالأعباء واستجابتها للطوارئ الاقتصادية ضعيفة. ومن ثم، بات توفير دعم اقتصادي من المجتمع الدولي للبلدان الأقل نموا أمرا ملحا للغاية.
وفي هذه المجالات، اتخذت مجموعة العشرين إجراءات. فقد أعلنت القمة الافتراضية الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين بشأن كوفيد-19 التي عقدت عبر رابط فيديو في أواخر مارس أن أعضاءها اتفقوا على ضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي استجابة للجائحة. وعقدت مجموعة العشرين اجتماعا لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للعمل بشكل مكثف على وضع خطة عمل لمعالجة تأثير الجائحة. وأعلنت مجموعة العشرين تعليق سداد الديون لمدة عام للدول الأكثر فقرا في العالم. كما ركزت مجموعة العشرين على الحفاظ على استقرار وأمن الإمدادات الغذائية العالمية.
وباعتبارها عضوا مهما في مجموعة العشرين، تلتزم الصين دائما ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وتقدم المساعدة في مجال مكافحة الجائحة إلى البلدان في حدود قدرتها، وتتخذ إجراءات نشطة وفقا لتوافق مجموعة العشرين. فقد قدمت الصين أكثر من 280 دفعة من المساعدات الطارئة لمكافحة الجائحة إلى أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي مع أعضاء مجموعة العشرين لدعم تنفيذ خطة عمل مجموعة العشرين بشكل مشترك.
يمثل أعضاء مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، و86 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75 في المائة من التجارة العالمية. وتلعب مجموعة العشرين دورا محوريا في الشؤون العالمية وهي آلية فعالة متعددة الأطراف للتعامل مع القضايا العالمية. وفي الاستجابة لهذا المرض العالمي، ينبغي على مجموعة العشرين لعب دورها المهم الواجب وهي قادرة على ذلك، كما ينبغي عليها تعظيم فعالية الآليات متعددة الأطراف لتنسيق جهود البلدان لمكافحة الجائحة.
وهناك ثقة في أنه من خلال الجهود المشتركة لدول العالم كافة والمضي قدما بروح الاهتمام والمساعدة والتغلب على الأوقات الصعبة، ستهزم البشرية الفيروس وتبدد الضباب وتستقبل النور.