منح مشروع "خلق فرص عمل للشابات في قطاع غزة" فرصة غير مسبوقة لأكثر من 120 فتاة لإنشاء مشاريع مدرة للدخل خاصة بهن بعد حصولهن على دورات تدريبية طويلة ومتقدمة في اعداد وانشاء مثل هذه المشاريع وتطويرها.
ولم تخف المشاركات في هذا البرنامج التدريبي الذي ينفذه الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال بتمويل من الحكومة اليابانية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "undp"، "برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني"، اعجابهن بمحتوى حقيبة التدريب الذي اكسبهن المفاهيم والادراك الكامل بالمهارات القيادية والريادية في انشاء المشاريع الصغيرة، بما في ذلك الوقوف على أهم المشاكل المالية والإدارية والتسويقية التي تواجه المشاريع، بالإضافة الى توفير المواد العملية والاطار المعرفي والمهارات في مجال إدارة المشاريع، وجعلهن على مشارف من انشاء مشاريع مدرة للدخل.
وعكس التفاعل الكبير للمستفيدات مع المدربين جدوى وأهمية مضمون الحقيبة التدريبية، كما تقول الفتاة نبيلة نبيل محرم من مدينة غزة، والتي أبدت اعجابها بالمحتوى العالي للتدريب التي تعول عليه كثيراً في مساعدتها في بلورة الخطط العملية لإنشاء مشروع شخصي لتصنيع المعجنات والمخبوزات.
ووصفت محرم نتائج التدريب بالمبهرة، معربة في الوقت ذاته عن ثقتها بقدرتها على إنشاء المشروع في نهاية التدريبات التي ستمتد الى أربعة شهور.
وأضافت إن التدريب وفر لها ما كان ينقصها من معلومات ومهارات تسبق تنفيذ المشروع ومن أبرزها، كيفية التعامل مع الاخرين وصقل الشخصية وتحسين الأداء في عملية التصنيع الغذائي.
وتشاركها الرأي زميلتها في الدورة المتخصصة في التصنيع الغذائي، إسلام عبد ريحان من جباليا، والتي تعقد امالاً كبيرة على نتائج الدورة لتعزيز قدرتها وصقل مهاراتها في صناعة الأغذية بما يضمن توفير فرصة عمل دائمة لأسرتها التي تعاني من أوضاع مادية غاية في الصعوبة بسبب إعاقة ومرض زوجها.
وتكافح ريحان للحصول على اقصى استفادة من التدريب على الصعيدين الإداري والفني من خلال حرصها على الالتزام الكامل بالوصول الى مقر صندوق التشغيل في مدينة غزة لحضور التدريب الذي يمتد يومياً لعدة ساعات ويقدمه موظفو خدمات الاعمال وخبراء خارجيون، كما وعبرت عن ثقتها الكبيرة في قدرتها على انشاء مشروع منزلي لصناعة الحليب والأجبان واللبنة ومشتقات الحليب الأخرى، ومن ثم إقامة نقطة بيع في المدينة، خصوصاً وأنها تمتلك خبرة سابقة في هذا المجال.
وتصر ريحان على الاجتهاد والتفاعل مع البرنامج التدريبي لضمان حصولها على منحة مالية في نهاية البرنامج لتساعدها على إقامة مشروعها.
وشجع مضمون التدريب وأهداف المشروع، الفتاة ريم عبد الرحيم أبو لبن، من مدينة غزة، ودفعها إلى وضع تخصص العلاج الطبيعي الذي درسته في احدى جامعات غزة جانباً وخوض غمار التطريز والأعمال اليدوية، حيث وجدت أبو لبن ضالتها في البرنامج التدريبي الذي منحها الفرصة للتعرف واكتساب المهارات الأساسية والصحيحة لإنشاء مشروع وإدارته بطريقة حضارية، وكذلك وفر لها أساسيات العمل الفني والتقني المتقدم للعمل.
وتطمح أبو لبن الى تتويج هذه المهارات التدريبية بإنشاء مشروع خياطة وتطريز ليمثل مصدر رزق لها ولأسرتها ويوفر فرصة عمل بعد سنوات طويلة من البحث غير المجدي عن فرصة عمل في أروقة المؤسسات والوزارات المختلفة.
وشكل تعطل الزوج عن العمل وخبرته في العمل الإداري حافزا لأبو لبن للتسجيل للمشروع املاً في الحصول على مساعدة مالية تمكنها من تحقيق حلمها.
ولا تختلف رغبة أبو لبن عن رغبة نظيرتها في المشروع هناء الشامي التي وجدت نفسها في تجربة وصفتها بالفريدة في مشوار ما بعد الحياة الأكاديمية والتي لم تحظ خلاله بأي فرصة عمل.
وتتطلع الشامي للحصول على فرصة لإنشاء مشروع بعد انتهاء التدريب الذي نمى من قدراتها واسهم في كسر الحاجز النفسي لدخول معترك العمل الخاص، وعلى الرغم من حصولها على تخصص في السكرتاريا، الا أن الشامي لم تتلق أي تدريبات خاصة بالعمل الإداري وإدارة المشاريع والتسويق وغيرها من البرامج التدريبية المتقدمة.
ودفعت أهمية البرنامج التدريبي السيدة مي اليازجي من مدينة غزة إلى وضع تخصص التحاليل الطبية الذي درسته في مستهل مشوار حياتها جانباً وخوض غمار تجربة التدريب على تنمية المواهب في قسم صناعة المنظفات هي وصديقتها خريجة تكنولوجيا المعلومات هبة مقداد، من محافظة شمال غزة.
وشكل اقتناع الصديقتين بأهمية الدورة دافعاً قوياً لهما للاستفادة من البرنامج للخروج من مستنقع البطالة والفقر والذي انعكس سلباً على الأوضاع المادية الصعبة لأسرتيهما.
وعكس التفاعل الكبير لهبة ومي مع مقدمي التدريب جديتهما بالخروج بنتائج عملية في نهاية المشروع وتجسيده بإنشاء مشروع مشترك على الأقل.
ولم تخف مي ارتياحها من نتائج الدورة التي اكسبتها الخبرة الكافية في التخطيط وإنشاء المشروع والتعامل مع الجمهور والفعاليات التجارية الأخرى، فيما اعتبرت صديقتها هبة البرنامج بأنه يشكل فرصة لها ولزوجها في نهايته لخروجهما من مربع الفقر والبحث غير المجدي عن فرصة عمل. وتتطلع هبة بشغف انتهاء التدريب للمباشرة فوراً في تأسيس مشروعها وخوض غمار العمل التجاري الحر.
واثنت المشاركات على عمل الصندوق والبرنامج التدريبي الذي يحيط المتدربات بكل ما يلزمهن من معلومات نظرية وعملية متقدمة لإقامة المشروع.
ومن جانبه، أوضح المدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال مهدي حمدان، أن الصندوق يولي أهمية قصوى لريادة الأعمال وتطوير المشروعات الصغيرة، وقد حرص من خلال البرنامج التدريبي المذكور على تعزيز الاستخدام من خلال انشاء وتطوير المشاريع الصغيرة بهدف تزويد الفتيات والشابات بالمهارات اللازمة التي تمكنهن من البدء في المشروعات الصغيرة وإدارتها.
وأشار حمدان إلى أن الصندوق يحرص على تطوير وموائمة هذا البرنامج التدريبي لتعزيز تنمية المشروعات بين الفتيات اللواتي يردن أن يبدأن، أو قد بدأن حديثا، مشروعاتهن الصغيرة، حيث يتسم هذا البرنامج بأنه يختلف عن المواد التدريبية التقليدية من حيث أنه يسلط الضوء على مهارات تنظيم المشروعات من منظور فني، سواء كان تطبيقها على بدء أو تحسين المشروعات، مشيراً إلى أن الحزمة التدريبية للبرنامج تأخذ في الحسبان القضايا الاستراتيجية القائمة على النوع والتي تؤثر على حق المرأة في المساواة والحصول على الفرص الاقتصادية والتمويل والملكية وخدمات الدعم اللازمة، كما أنها ترتكز على تلبية الاحتياجات العملية والاستراتيجية للمرأة صاحبة المشروع او الراغبة في انشائه من خلال تعزيز مهارات إدارة الأعمال، كما أنه يظهر للنساء كيفية تطوير الصفات الريادية الشخصية وإمكانات الحصول على الدعم من خلال المؤسسات التي تتعامل مع تنمية المشروعات.
وأكد حمدان ان الصندوق لا يدخر جهداً في التوسع وتنويع محفظته من المشاريع التنموية لإفادة جميع الشرائح المجتمعية وعلى رأسها شريحة النساء والفتيات والفئات المهمشة بشكل عام.
من جانبه، قال المهندس محمد أبو زعيتر نائب المدير التنفيذي للصندوق إن الحقيبة التدريبة للبرنامج تهدف الى صقل مهارات المشاركات في إدارة المشروعات الصغيرة وتشجيعهن، وخصوصا في أوساط النساء الفقيرات اللواتي يرغبن في تأسيس مشروع صغير أو لديهن مشروعات قائمة.
وأكد أبو زعيتر ان التدريب يتناول الاحتياجات العملية في المشروعات وذلك عبر تعزيز مهارات المشاركات في إدارة مشروعاتهن وفي تطوير قدراتهن الذاتية في مجال إدارة المشروعات، وذلك من خلال مجموعة متميزة من المدربين من داخل الصندوق وخارجه.
بدوره وصف رئيس قسم خدمات الأعمال في الصندوق المهندس رباح المصري تفاعل الفتيات المتدربات مع البرنامج بالمميز وغير المسبوق ويعكس رغبتهن الشديدة في اقتناص الفرصة وخوض تجربة العمل التجاري الحر، مؤكداً أن البرنامج تم تأسيسه لإحاطة المستفيدات من كل المعلومات التي تضمن نجاحهن لاحقاً، ووعد المصري بالاستمرار في تقديم كل ما يلزم لهذه الشريحة من المستفيدات حتى بعد انتهاء المشروع.