الرئاسة الفلسطينية تدين محاولة إحراق كنيسة الجثمانية

الرئاسة الفلسطينية

 أدانت الرئاسة الفلسطينية، يوم الجمعة، محاولة مستوطن إسرائيلي إرهابي إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة.

وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية.

وحملت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استمرار اعتداءات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، مؤكدة أن هذه الاعتداءات المتكررة على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية، دليل على همجية ووحشية المستوطنين، الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره، تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وحيت الرئاسة يقظة أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين في القدس، التي حالت دون إكمال المستوطن لجريمته.

وأحبط مواطنون مقدسيون، يوم الجمعة، محاولة مستوطن إحراق كنيسة الجثمانية قرب جبل الزيتون بالقدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنا اقتحم الكنيسة وسكب وقودا وحاول إضرام النيران في بعض المقاعد الموجودة، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا وأفشلوا محاولته، مضيفة أن قوات من شرطة الاحتلال وصلت المكان واقتادت المستوطن معها.

وقال حمزة عجاج، وهو أحد شهود العيان الذين تواجدوا في المكان لحظة وقوع الحادثة، لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إنه رأى حارس الكنيسة يطارد مستوطنا استغل عدم وجود أحد بسبب الإغلاق لمواجهة "كورونا"، واقتحم الكنيسة وحاول إضرام النيران في المقاعد، فهرع مع أربعة مقدسيين آخرين إلى المكان وطاردوا المستوطن وأفشلوا محاولته، قبل أن تصل شرطة الاحتلال.

ودعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجتمع الدولي، لمواجهة إرهاب المستوطنين، ووضعهم ضمن قائمة الإرهاب الدولي، والتعاطي مع ما يشكلونه من خطر بمسؤولية عالية.

ودعت الخارجية في بيان لها، مساء الجمعة، تعقيبا على الاعتداء الذي نفذه أحد المستوطنين على الكنيسة الجثمانية في القدس المحتلة، ومحاولته إحراقها، العالم لعدم الاكتفاء بالسكوت والانتظار والإدانة، وإنما التحرك السريع لتوفير الحماية للاماكن المقدسة والدينية، كخطوة اولى نحو توفير اوسع لكل اشكال الحماية للأرض المقدسة تحت الاحتلال وما عليها.

وأدانت الخارجية إقدام المستوطن المتطرف على اقتحام الكنيسة الجثمانية في القدس ومحاولة إضرام النيران فيها وإحراقها، حيث حال تدخل المواطنين والأهالي من اشتعالها وتحويلها الى رماد.

وأعربت عن قلقها من خطورة هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطن في قلب الكنيسة الجثمانية والتي من المفترض أن تخضع لحماية سلطات الاحتلال، مشيرة إلى أن هذا يظهر فشله مع هذا الارهاب المتواصل والمتكرر في أكثر من مكان وأكثر من شكل، كما يظهر الحاجة للحماية الدولية خاصة وان مقدساتنا اكانت مسيحية ام اسلامية هي عرضة للخطر من قبل محتليها.

واعتبرت الخارجية أن محاولة إحراق الكنيسة ما هو إلا تذكير بعديد المحاولات التي تمت على أيدي المستوطنين الإرهابيين في إحراق المقدسات الاسلامية والمسيحية، من اماكن صلاة وعبادة

 وأدان رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري، الاعتداء الذي نفذه أحد المستوطنين على كنيسة الجثمانية في العاصمة المحتلة القدس ومحاولة إحراقها.

وقال خوري في بيان له، مساء الجمعة، أن هذا الاعتداء ليس الأول الذي يمس دور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية ولا سيما في القدس، فقد سبق هذا العمل العديد من الاعتداءات والتي مست دور العبادة ورجال الدين المسيحيين كإحراق كنيسة الطابغة في طبريا، والاعتداء على الرهبان الأقباط في ساحة كنيسة القيامة.

وتحدث خوري عن الاعتداءات التي يشنها الاحتلال ومستوطنوه على المسجد الأقصى المبارك، واقتحامه يوميا، والاعتداء على المصلين، وقرارات الإبعاد التي تصدر بحقهم.

وأشار إلى أن هذا عمل ممنهج من قبل الاحتلال ومستوطنيه، لإضعاف الوجود الفلسطيني العربي في القدس، مضيفا أن حكومة الاحتلال تسعى بكافة الطرق غير المشروعة لتهجير السكان الأصليين من القدس، لتحقيق أهدافها في إحكام السيطرة الكاملة وتهويد المدينة، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، التي تكفل حرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة.

وتابع خوري "يواجه سكان المدينة المقدسة وزوراها عنصرية المستوطنين، وخاصة في أوقات المناسبات الدينية الاسلامية والمسيحية"، لافتا إلى أن هذا ما تسعى له حكومة الأبرتهايد، وتريد تحقيقه بصورة أو بأخرى، وهو مسح وتشويه وإبعاد كل ما هُو مسيحي وإسلامي.

ودعا العالم والمجتمع الدولي وكافة الاطر الكنسية والمجتمعية، لأن تكون حازمة في قرارتها وتوجهاتها أمام ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه على كافة الأصعدة التي ينتهجها الاحتلال ضدهم، وخاصة الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، او التغيرات الديموغرافية التي يحاول تغييرها في منطقة الحرم الابراهيمي في الخليل وغيرها.

وختم خوري: "على الاحتلال أن يعلم أننا شعب يأبى الرحيل، وباقون على أرضنا لنحمي مقدساتنا الاسلامية والمسيحية".

وقال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن "محاولة مستوطن إحراق كنيسة الجثمانية بالقدس يؤكد أن المقدسات في خطر، بسبب سياسات الاحتلال وانفلات المستوطنين الذين توفر لهم حكومتهم الحماية الكاملة، وتقدم لهم التسهيلات عبر غض الطرف عن ممارساتهم الإرهابية التي يقومون بها بشكل يومي، خاصة بمدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة على وجه الخصوص ."

واستنكر الهباش، في بيان صحفي، "هذه الجريمة"، مؤكدا أن المقدسات لن تكون في أمان طالما بقي الاحتلال.

وشدد على أن "السلام لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال وقطعان مستوطنيه، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ومقدساته وبالذات في القدس والخليل، والتوقف عن ممارسة النفاق تجاه ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا ومقدساته ."

 ودعا وزير شؤون القدس فادي الهدمي، "المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا لتوفير الحماية الدولية لشعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية."

واستنكر الهدمي في بيان صحفي جريمة محاولة مستوطن إحراق كنيسة الجثمانية ، مشيدا بيقظة المواطنين الذين أفشلوا محاولة المستوطن التي استهدفت واحدة من أهم المعالم الدينية المسيحية في المدينة المحتلة.

وقال إن هذا الاعتداء العنصري لم يكن الأول، وعلى ما يبدو فإنه لن يكون الأخير في ظل غض سلطات الاحتلال الطرف عن الاعتداءات المتتالية من قبل المستوطنين على أماكن دينية إسلامية ومسيحية.

وأشار إلى تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة وسكانها ومقدساتها، التي كان آخرها هدم الدرج المؤدي إلى المقبرة اليوسفية ومحاولة الاعتداء على أرض ضريح الشهيد.

وذكر أن العام الحالي شهد تصاعدا ملحوظا بالاعتداءات الإسرائيلية رغم جائحة "كورونا"، شملت الاعتقالات وهدم المنازل والإبعادات عن القدس والمسجد الأقصى، والاقتحامات للمسجد، والبناء الاستيطاني، ومحاولة تغيير معالم المدينة المقدسة.

وأدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة الجثمانية .

ووصفت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، مساء الجمعة، هذه المحاولة بالعمل الإجرامي، وأنه نتاج ثقافة التحريض، وتعبئة عنصرية لا تؤمن بالآخر.

وطالبت الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها، وتأمين الحماية للأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس المحتلة، مؤكدة أن هذا العمل الاجرامي هو نتيجة لسياسة مباشرة لإعلان الرئيس ترمب المنافي للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بأن "القدس عاصمة لإسرائيل"، وهو الإعلان الذي أعطى الضوء الأخضر للمستوطنين المتطرفين، للاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية.

واكدت "فتح" أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لشعبنا الفلسطيني، وفيها سيتم ضمان حرية العبادة لأصحاب جميع الديانات، لأنها جزء من تاريخ وعقيدة الفلسطيني وثقافته المتراكمة عبر كل العصور.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الجرائم الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني ومقدساته والتي كان آخرها محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة الجثمانية في القدس.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب بأن "ما تتعرض له المقدسات يأتي في سياق هجمة مدروسة، وخطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية نابعة من اضطهاد ديني تخلص العالم منه منذ فترة طويلة."

وبين أبو الرب بأن "ما تعرضت له الكنيسة يتجاوز العمل الفردي وغير المدروس لكونه يأتي ضمن حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تطلق العنان لهؤلاء المتطرفين ليقوموا بأفعالهم دون رقيب أو حسيب."

كما أشاد أبو الرب بالدور الكبير لأبناء القدس كافة والمرابطين، مؤكدا أن فلسطين على مر العصور قامت على المحبة والتسامح والتعاون بين الديانات ونبذ التطرف لتحقيق مستقبل يضمن العيش بحرية وكرامة للجميع .

وأشار إلى أن المقدسات الإسلامية والمسيحية تحتاج منا إلى وقفة جدية لحمايتها وحفظها خاصة في ظل ازدياد الانتهاكات التي تتعرض لها والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، داعيا المجتمع الدولي والعالمين الإسلامي والمسيحي إلى الوقوف بشكل جدي أمام مسؤولياتهم في حماية وحفظ المقدسات من العبث الإسرائيلي اليومي.

 

وقال المجلس الوطني الفلسطيني إن "محاولة إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة من قبل مستوطن إرهابي تستوجب توفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا ومقدساته المسيحية والإسلامية، وتمكين المصلين من أداء صلواتهم بأمن وسلام."

وأضاف المجلس الوطني في تصريح صحفي أصدره رئيسه سليم الزعنون مساء الجمعة، إن "محاولة إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة عمل مدان ومستنكر، لا ينفصل عما يجري كل يوم من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وغيرها من اعتداءات وإحراق مساجد وكنائس في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة."

ودعا المجلس، المؤسسات الدولية ذات الصلة الى التدخل العاجل لوضع حد لسياسات الاحتلال التي ستجر المنطقة إلى أتون صراع ديني لا تحمد عقباه، من خلال استهدافه الممنهج للمقدسات خاصة في القدس المحتلة ومحاولاته المستميتة لفرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، وحمايته للاقتحامات اليومية للمتطرفين والمستوطنين، ومنع المصلين من الوصول إليه في انتهاك صارخ لحرية العبادة التي كفلتها المواثيق الدولية.

وأكد المجلس أن معاناة الشعب الفلسطيني لن تنتهي إلا بالخلاص من هذا الاحتلال العنصري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ووجه المجلس التحية لأبناء الشعب الفلسطيني الذين أفشلوا محاولة إحراق كنيسة الجثمانية، مستذكرا الصمود والتكاتف والتلاحم المقدسي المسيحي الإسلامي الذي أفشل مخطط الاحتلال في معركة البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك عام 2017.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، أن "محاولة مستوطن ارهابي متطرف، إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة، هي نتاج العقلية الاستعمارية الاستيطانية والتحريض الذي تمارسه حكومة نتنياهو العنصرية."

وتابع مجدلاني في بيان له، يوم الجمعة، عدم محاكمة المستوطنين وارهابهم المنظم ضد شعبنا، يساهم في استمرار هذا الارهاب المنظم والمدعوم من قبل جمعيات استيطانية إرهابية.

وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأبناء شعبنا وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية، مشيرا إلى أن بيانات الادانة والشجب باتت سياسة خجولة، والمطلوب وضع عناصر الارهاب من المستوطنين والجمعيات الارهابية ضمن قائمة الارهاب الدولي، وتقديمهم للمحاكم الدولية.

وحمَل مجدلاني حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار ارهاب المستوطنين ودعمها له وتسهيل كافة الاعتداءات ضد شعبنا وممتلكاته ومقدساته.

وقال الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم " تدين حركة "حماس" وبشدة جريمة محاولة مستوطن صهيوني إرهابي إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة، والذي يعكس  السلوك الصهيوني العنصري المتطرف، ومعاداته لكل القيم والأخلاق والمبادئ."

وأضاف برهوم في صريح صحفي " أن تكرار الاعتداءات على المساجد والكنائس ودور العبادة من قبل المستوطنين والجنود الصهاينة، هو نتاج التحريض المباشر والرسمي من قبل  المؤسسات الصهيونية العنصرية الرسمية ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته."

وتابع " إننا وإذ نحمل الاحتلال الصهيوني نتائج وتداعيات استمرار  هذه الأفعال الإجرامية، لندعو أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي القدس وفي كل مكان في فلسطين إلى التصدي لجرائم المستوطنين، ومواجهتهم بكل قوة، والعمل على حماية المقدسات والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات"

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله - القدس المحتلة