شهيد وعشرات الإصابات ومحاولة إحراق كنيسة حصيلة اعتداء الاحتلال ومستوطنيه اليوم

جنود الاحتلال الاسرائيلي يمنعون المتظاهرين والمزارعين من زراعة ارضهم خلال فعالية في الاراضي المهددة بالمصادرة لصالح التوسع الاستيطاني في قرية بيت دجن شرق نابلس

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه، يوم الجمعة، سلسلة جرائم واعتداءات بحق أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته، أسفرت عن ارتقاء طفل يبلغ من العمر (13 عاما)، وإصابة العشرات بالرصاص والاختناق، إلى جانب تنفيذ حملة اعتقالات طالت ثلاثة مواطنين.

ولم تسلم دور العبادة من اعتداءات المستوطنين، حيث أقدم مستوطن متطرف على محاولة إحراق الكنيسة الجثمانية في مدينة القدس المحتلة، قبل أن يتصدى له المواطنون، ويحولوا دون تحويلها إلى رماد.

وفي هذا السياق، استشهد الطفل علي أيمن نصر أبو عليا (13 عاما)، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في مواجهات اندلعت في قرية المغير شمال شرق رام الله.

وكان الطفل أبو عليا أصيب بالرصاص الحي في منطقة البطن، وتم نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله بحالة حرجة، وأدخل إلى غرفة العمليات إلا أن محاولات إنعاشه باءت بالفشل.

وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن مواجهات اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال عند المدخل الشرقي للقرية، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة الطفل أبو عليا بالرصاص الحي في بطنه، إضافة لـ 4 شبان أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وجرى علاجهم ميدانياً.

وفي مدينة القدس المحتلة، أحبط مواطنون مقدسيون، محاولة مستوطن إحراق كنيسة الجثمانية قرب جبل الزيتون بالقدس المحتلة.

وكان المستوطن قد اقتحم الكنيسة وسكب وقودا، وحاول إضرام النيران في بعض المقاعد الموجودة، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا وأفشلوا محاولته، حيث وصلت قوات من شرطة الاحتلال للمكان واقتادت المستوطن معها.

وقال حمزة عجاج، وهو أحد شهود العيان الذين تواجدوا في المكان لحظة وقوع الحادثة، إنه رأى حارس الكنيسة يطارد مستوطنا استغل عدم وجود أحد بسبب الإغلاق لمواجهة "كورونا"، واقتحم الكنيسة وحاول إضرام النيران في المقاعد، فهرع مع أربعة مقدسيين آخرين إلى المكان، وطاردوا المستوطن وأفشلوا محاولته، قبل أن تصل شرطة الاحتلال.

ورصدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أكثر من 100 اعتداء طالت أماكن عبادة ورجال دين مسيحيين منذ العام 1967 في فلسطين، من ضمنها 3 اعتداءات على الأقل استهدفت كنيسة الجثمانية، التي بنيت فوق صخرة الآلام التي يعتقد أن المسيح صلى وبكى عليها قبل أن يعتقله الرومان.

وذكر الأمين العام للهيئة حنا عيسى، أن العام 1995 شهد محاولة إضرام النيران في ذات الكنيسة من قبل أحد المستوطنين، وفي عام 1998، دخل جنود إسرائيليون كنيسة الجثمانية وأطلقوا النار على المصلين فيها، وفي العام 2010 تم الكشف عن حفريات جديدة تقوم بها سلطات الاحتلال وتمتد من قمة جبل الزيتون وصولاً إلى الكنيسة الجثمانية بما يهدد أساساتها.

وتشير إحصائيات الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إلى أن المساجد ودور العبادة في فلسطين شهدت أكثر من 1500 اعتداء منذ العام 1967، آخرها وقع في تموز / يوليو الماضي، حين أقدم عدد من المستوطنين على إحراق أجزاء من مسجد "البر والإحسان" في مدينة البيرة، وخطوا شعارات عبرية على جدرانه.

وفي سلفيت، أصيب شاب بجروح، بعد دهسه من قبل جيب عسكري أثناء كمين للمشاركين بالمسيرة المناهضة للاستيطان في منطقة "الرأس" شمال غرب سلفيت.

كما أصيب عشرات المواطنين أيضا بالرصاص المعدني، والاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسيرة التي انطلقت صوب الأراضي المهددة بالاستيلاء في المنطقة.

وهاجم جنود الاحتلال المشاركين بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ما أدى لإصابة أحدهم برصاصة معدنية في قدمه، والعشرات بالاختناق، عولجوا ميدانيا.

يشار الى ان جيش الاحتلال قام بإغلاق مداخل سلفيت، ومنع المواطنين من المحافظات الأخرى من الدخول إليها أو الخروج منها.

وهذه هي الفعالية الرابعة المناهضة للاستيطان، بعد بدء الاحتلال عملية التجريف أراضي المواطنين، بغرض إقامة بؤرة استيطانية في منطقة "الرأس".

كما أصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة وفعالية زراعة بذور في الأراضي المهددة بالاستيلاء بقرية بيت دجن شرق نابلس، بمشاركة وزراء الزراعة رياض العطاري، والعمل نصري أبو جيش، ورئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان وليد عساف.

وتوجه الأهالي للمشاركة في المسيرة وزراعة البذور المقدمة من وزارة الزراعة في الأراضي المهددة بالاستيلاء، وتم زراعة مساحات واسعة من الأراضي قبل أن يقتحم الجنود المكان ويقمعوا الفعالية.

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.

يشار إلى أن المستوطنين كانوا قد نصبوا قبل حوالي شهر ما يقارب 5 بيوت متنقلة، وحظيرة أغنام في أراضي القرية.

وفي قلقيلية، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، بينهم نساء وأطفال، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمسيرة كفر قدوم الاسبوعية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاما.

واقتحم العشرات من جنود الاحتلال القرية، واعتلوا أسطح المنازل، وأطلقوا وابلا كثيفا من قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بالاختناق، عولجوا ميدانيا.

كما اندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، بين المواطنين وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء، دون أن يبلغ عن إصابات.

وعلى صعيد الاعتقالات، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطنين مؤيد الألفي من مدينة نابلس، بعد مداهمة إحدى البنايات السكنية في شارع التعاون العلوي بالمدينة، والمواطن عماد الشامي بعد مداهمة بناية سكنية في منطقة نابلس الجديدة.

ومن القدس المحتلة، اعتقلت عناصر من شرطة الاحتلال الشاب محمود الجندي بعد أن أوقفوه في حي باب حطة عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، واقتادوه إلى أحد مراكز التوقيف.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الضفة الغربية