تحت تصنيف "سردية" صدر عن دار الفاروق للطباعة والنشر في نابلس مؤخرا العمل الأول للأسير منذر مفلح. يقع هذا العمل في (150) صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه الفنان الفلسطيني ظافر شوربجي.
قدم للسردية المحامي حسن عبّادي، ومما جاء في التقديم قوله: "تُعتبر الكتابة متنفّسًا للأسير، تدفعه نحو الأمام، تجعله يتنفّس شكلًا من أشكال الحرية، واليوم يحقّق منذر حُلمَه في الانطلاق الروحي المحلّق؛ ويخرج من ظلمات السجن إلى النور، من عالم النسيان إلى عالم الخلود".
تدور فكرة السردية حول التجربة النضالية، فيرصد كثيرا من أحداث الانتفاضة الثانية، وفترة المطاردات وملاحقة قوات الاحتلال للمقاومين، وتنطلق من حكاية حقيقية، من تلك الخرزة التي وجدها الكاتب منذر في ثنية إحدى جيوب بنطاله بعد اعتقاله بأيام في مركز التحقيق لترافقه ردحاً من السنين وتختزن ما اختزنته من سنوات وظروف، فيربط من خلال هذه الخرزة الأحداث التاريخية بالموروث الشعبي بالأحداث المعاصرة، ليبني نصا متحركا في أزمنة مختلفة وبيئات متعددة.
ومن الجدير بالذكر أن "السردية" قد مرت بمرحلة صعبة، في كتابتها وتسريبها من السجن وطباعتها، ولم تكن العمل الأول الذي يكتبه الأسير منذر، فقد سبق له أن كتب رواية بعنوان "اللحظة"، تلك الرواية التي نجح في إيصالها إلى الرفيق أحمد سعدات في سجن أريحا، ليكتب مقدمتها، وضاعت الرواية بمقدمتها في خضم مداهمة قوات الاحتلال للسجن واعتقال سعدات ورفاقه. ليواصل منذر الكتابة ويكتب سردية "الخرزة".
كتب منذر حين وصله خبر خروج السرديّة من المطبعة: "لم يعد السجن يتّسع لي، ولم يعد بمقدوره احتجازي.. مُقسماً لكل مشكّك بكل المعتقدات بأني الآن حُرُ".
والكاتب منذر مفلح من قرية بيت دجن قضاء نابلس، ولد في الكويت عام 1976، وحاصل على بكالوريوس صحافة وإدارة أعمال عام 2001 من جامعة النجاح الوطنية، وماجستير في الشؤون الإسرائيلية من جامعة أبو ديس (القدس) عام 2018 أثناء وجوده داخل المعتقلات الصهيونية. وهو عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ومعتقل منذ عام 2003 محكوم بـ 33 عاماً، أمضى منها حتى الآن 18 عاماً. وله العديد من المقالات والدراسات والأبحاث التي نشرت في أكثر من موقع، وله مجموعة من القصص والقصائد، ورواية أخرى في انتظار الطباعة. وسردية "الخرزة" هي العمل المطبوع الأول للكاتب.