أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً في الذكرى السنوية لانطلاقة الانتفاضة الوطنية الكبرى، ضد الاحتلال والاستيطان قالت فيه: إن «الانتفاضة الوطنية الكبرى حملت في طياتها دلالات، وبعثت بالعديد من الرسائل إلى كل من يهمه الأمر، في التعبير عن حقيقة قضيتنا الوطنية، باعتبارها قضية تحرر وطني، وفي التعبير عن حقيقة شعبنا المناضل ومعدنه الصلب، شعباً يقدم التضحيات صوناً لأرضه وحقوقه وكرامته الوطنية».
وأضافت الجبهة: «لقد نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في إجهاض المحاولات الإقليمية والدولية، لتهميش القضية الوطنية الفلسطينية، حين بدأت المؤتمرات الإقليمية تتجاهل القضية وحقوق شعبنا، ونجحت في إعادة المكانة الكبرى التي تستحقها هذه القضية على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي، الذي وقف بكل مكوناته، إجلالاً وإكباراً أمام عظمة شعبنا وبطولاته ونضاله وثباته على أهدافه».
وقالت الجبهة: «كما نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في تعرية دولة الاحتلال، وكشف عوراتها السياسية، وإعادة تقديمها على حقيقتها إلى المجتمع الدولي، دولة فاشية، عنصرية، تستعمر شعبنا، وتحتل أرضه، وتلجأ إلى أبشع أساليب البطش لتحقيق أهدافها الفاشية، بالاستناد إلى ادعاءات وأساطير خرافية، نجح شعبنا في إسقاطها وإعلاء حقه في أرضه وحقوقه الوطنية، وإعادة الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية التي تصون حقوقه في العودة وتقرير المصير والاستقلال وتكفلها».
وقالت الجبهة: إن «الانتفاضة الوطنية الكبرى، شقت الطريق أمام إعلان الاستقلال في 15/11/1988، الترجمة العملية للبرنامج المرحلي (البرنامج الوطني)، والذي فتح الباب لاعتراف معظم دول العالم الحرّ والمتحرر من قيود الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، ترجمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 19/67، عام 2012، الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194، الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948».
وأضافت الجبهة: إننا ونحن نحيي هذه الذكرى الغنية والحافلة بالمعاني والتضحيات، ذكرى الانتفاضة الوطنية الكبرى، ندعو السلطة الفلسطينية، واللجنة التنفيذية، للعودة عن إحياء مسار أوسلو بشقيه الأمني والتفاوضي، والعودة إلى قرارات المجلس الوطني (2018)، والمركزي (2015 + 2018)، بما في ذلك تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، من أجل إطلاق أوسع مقاومة بكل الأساليب، واستعادة الانتفاضة الشعبية الشاملة، على طريق التحول إلى عصيان وطني.
وأضافت الجبهة: أن «هذه الخطوة الإستراتيجية، خطوة العودة إلى المقاومة، تستدعي إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو، والتحرر من قيوده، بما في ذلك سحب الاعتراف بدولة الاحتلال إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان والضم، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، والانفكاك عن «بروتوكول باريس الاقتصادي»، والتحرر من قيود الغلاف الجمركي الموحد مع إسرائيل».
وختمت الجبهة بيانها، بتوجيه «تحية الإجلال والإكبار إلى شهداء الانتفاضة الوطنية الكبرى، وكل شهداء شعبنا، فلسطينيين وعرباً وأمميين. وتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى جرحى الانتفاضة، وإلى كل أبطالها الذي سطروا ملحمة كبرى، شكلت إنعطافة استراتيجية في التاريخ النضالي لشعبنا ».