- د. فايز أبو شمالة
أصدق الخبر الذي أوردته صحيفة العربي الجديد عن استقالة د. حنان عشرواي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا أنتظر تأكيداً أو نفياً من د. حنان، فهناك أخبار تحمل مصداقيتها لمقامها والتصاقها مع الواقع، ودون متابعة تفاصيل الخبر، واستقصاء أسباب الاستقالة، فإن العقل والمنطق يقول: إن كل من يحمل شهادة وطنية، ويحترم نفسه، ويؤمن بحقه في فلسطين، يرفض الإهانة، ويغضب لشرفه الوطني، يرفض أن يكون مداساً لصاحب القرار المستبد، والمتفرد الرافض لأي شكل من أشكال المشاركة السياسية.
إن حجم الغضب والإحباط الذي أصاب الشعب الفلسطيني جراء عودة التنسيق الأمني، والهزيمة النكراء للموقف الفلسطيني الذي أمسى شماتة وملامته الحاضر والغائب، إن هذا التصرف المقيت والمخزي ليحتم على كل حر شريف أن يقول: لا، لا تستخفوا بعقولنا، لا تحتقروا مشاعرنا، ولا تبصقوا على شوارب القضية التي شرفت بعدالتها كل من رفع رايتها، فأنتم بهذا السخف السياسي، وهذا الانحطاط الأخلاقي تبيعون ما ظل من فلسطين بثمن بخس، وتبخسون عقول شركائكم في اللجنة التنفيذية للمنظمة، أولئك الذين دللت الأحداث أنهم كالزوج المخدوع، فهم آخر من يعلم بانتصارات زميلهم حسين الشيخ، وهم آخر من يدري عما يجري من قرارات لا علاقة له بالوطن فلسطين.
استقالة الدكتورة حنان عشرواي والتي تعكس موقفاً وطنياً ومبدئياً جاءت بعد أن بلغ سيل الاحتقار للشعب الفلسطيني وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية الزبى، وقد جاءت الاستقالة كتتويج لجملة من الممارسات السياسية السلبية التي عافتها نفس حنان عشراوي، ونفس أمثالها ممن ظنوا للحظة أن قطع العلاقة مع الإسرائيليين امر جدي، ، فجاء خبر العودة للتنسيق الأمني كالصاعقة على رأس كل وطني شريف، بل وفضحت كل المستويات القيادية الفلسطينية من أعضاء لجنة مركزية لحركة فتح، إلى أعضاء مجلس مركزي للمنظمة، وحتى أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذين أثبتوا أنهم مثل شهود الزور، يتم استدعاؤهم لينصرفوا.
جاءت استقالة حنان عشرواي لتقول: كفى: لن نستمر بالعمل ضمن هذا الفريق، وأزعم أن هذه الاستقالة التي تعبر عن وجدان الشعب الفلسطيني، تحاكي وجدان عشرات الشخصيات القيادية داخل حركة فتح نفسها، وتحاكي قناعة مجمل القادة الشرفاء الرافضين لأن يكونوا شرابة خرج، لا يقدمون ولا يؤخرون في مجريات القرار، يبحلقون في الأحداث، وقد فغرت أفواههم، ولم تغلق حتى عن الانتقاد المألوف لبعض القرارات الفردية، وأزعم أن حنان عشرواي ليست وحيدة، ولن تكون الأخيرة، وأن ثورة من الاستقالات ستعقب استقالتها، فالمنطق الوطني يقول: مهانٌ كل سياسي يظل في موقع المسؤول، وهو لا يعلم بما يجب أن بعلم، ومرتهن لمصالحة الشخصية كل رجل سياسة يرى المجزرة التي ترتكب بحق المصلحة الوطنية العليا، ولا يرفع صوته إن لم يستل سوطه، وجاهلٌ كل من ظن أن شعب البطولة والفداء لن يتفجر غضباً، ولن يشهر سيفه الوطني، لمحاسبة تجار القضية عاجلاً وعاجلاً.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت