فلسطين وإنعدام الرؤية

بقلم: فتح وهبه

مقال
  • فتح وهبه

ماذا قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدولة الإمارات وراء الكواليس بعد أن تراجع عن قراره وقرر إعادة العلاقات بين السلطة والإحتلال الإسرائيلي إلى ما قبل 19 مايو الماضي، وبعدما هو أيضاً إعتبر سابقاً أن إقامة علاقات بين إسرائيل والإمارات خيانة وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية؟
 هل إعتذر من دولة الإمارات العربية المتحدة وأبلغ مسؤوليها أنه سيزورها قريباً؟ هل تقبلوا الإعتذار أم أن دولة الإمارات أبلغته بأنه بات غير مرحب به، أقله في الوقت الحاضر، مُكتفية بعودة سفير السلطة الفلسطينية إليها ؟  
وبالمقابل هل ستكتفي الفصائل الفلسطينية كعادتها بالإدانة والإستنكار للخطوة المتسرعة (إعادة العلاقات مع الجانب الإسرائيلي) أم أن للفصائل هذه المرة رأي آخر وستبادر عن قريب بتشكيل جبهة وطنية موسعة تضم أكبر عدد من القوى والشخصيات والمؤسسات الفلسطينية لمواجهة عدوان ومشاريع الإحتلال الإسرائيلي ؟
يبدو أن المشهد الفلسطيني أصبح أكثر تعقيداً في ظل وجود طبقة حاكمة للسلطة الفلسطينيه لا تمتلك رؤية وطنيه ولا إستراتيجية نضالية وتمارس الخداع والتضليل، طبقة حاكمة أفقدت الجانب الفلسطيني ورقة تفاوضية ثمينة مع إدارة جو بايدن، طبقه حاكمة لا تُحرّك أي ساكن أمام الإعتداءات والاعتقالات والإنتهاكات والجرائم الإسرائيلية، طبقه حاكمه تنظر للقضية الفلسطينية من منظور تجاري وتعمل على تضخيم ثرواتها على حساب أوجاع وآلام الشعب الفلسطيني
التغيير يبدأ ـــ من أسفل نقطة ـــ في الهرم
  إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم
اليوم في ظل هذا الوضع الفلسطيني المتشردم والمأساوي أصبحنا بحاجة ملحة لردم مرحلة ماضية من العمل السياسي الفلسطيني الفاشل، وهذا الشئ من الصعب جدا بل من المستحيل القيام به في ظل وجود السلطه الفلسطينيه الحالية، التي هي شريكه رئيسيه في ضياع الوطن وإضعاف القضية الفلسطينية، فهذه السلطه ترفض كُل أشكل المقاومة الفاعلة وتراهن على المفاوضات العبثية ولقد قال رئيسها أبو مازن مراراً وتكراراً وفي أكثر من لقاء ومناسبة : "البديل عن المفاوضات هو المفاوضات، وإذا فشلت المفاوضات، فلا سبيل أمامنا إلا المفاوضات"،لذلك اليوم مطلوب من الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته في وجه هذه الطبقه السياسية الحاكمة التي تتعاون مع الإحتلال وتحميه ولا تعمل على تحصين الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام من أجل تسهيل مهمة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين وفق القرار 194، فمن غير المجدي للشعب الفلسطيني أن يصمت بعد كل هذا..!
لأنه سيكون من الصعب بل من المستحيل مواجهة الإستيطان ومقارعة الإحتلال وتحقيق النصر عليه في ظل هذه السلطه ألتي تقف مكتوفة اليدين، ولأن أيضاً التغيير يجب أن يبدأ من أسفل نقطة في الهرم ألا وهي الشعب.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت