- كتب / أسامة فلفل
سلاما لك يا من تقطن مدينة القدس العتيقة، فالحب والشوق إليك شديد والجرح والألم أعمق، والحيلة للقائك اليوم أصبحت ليست سهلة المنال كما كنا نحلم أيام زمان في وميض الأحداث الصاخبة والمواجهات العاصفة في زمن الانتفاضة المجيدة والمباركة.
اليوم أبا اياد صورك تتوسط محاجر العيون وثنايا محبيك وزفرات الآهات تشدنا إليك مسبحة بالدعاء والرجاء في الصباح وفي المساء وفي كل صلواتنا أن يحفظك الله وتظل في قلب الوطن تنشد بأشعارك وعبارتك التي كانت تملأ البيادر سنابل، أذكرك عندما كنت تقول خبز الوطن خيرٌ من كعك الغُربة، والوطن هو المكان الذي نحبه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه، وعندما يكون الوطن في خطر فكلنا أبنائه وجنوده.
آه أبا اياد يا مشعل النور والضياء في كل المواقف والمحطات، لقد طال سواد الليل وهو يخيم بظلمته ووحشته، وغابت ليالي الحصاد التي عشناها في ربوع رحلة العطاء عبر السنين الحافلة والماجدة التي شكلت هاجسا كبيرا للمتربصين بحركة النضال الرياضي والوطني الذي كنت أحد قادة مدرسته في السنوات العجاف.
سلاما لك من غزة هاشم والفؤاد يعتصر شوقا لك ولكل الرياضيين ومشاعل الرياضة الفلسطينية الذين التحموا في ملحمة البقاء والوجود وعبروا الحدود واجتازوا السدود وجسدوا الوحدة الجامعة على أرض ملعب اليرموك وعلى أرض ملعب المطران التاريخي وفي كل ملاعب وساحات الوطن الرياضية.
سلاما لك نرسلها مع نسمات الصباح من رجال وأبطال أحبوك وتعانقت معهم وكأنك مع القدر المجلجل كنت تحسب دقائق وساعات الرحيل، سلاما لك من الشهيد عاهد زقوت الذي أحبك حتى النخاع وكان يحرص على الاحتفاظ بمجلات عالم الرياضة التي كانت تشكل منبرا وطنيا رياضيا عملاقا.
سلاما لك من شيخ الرياضيين الحاج سالم الشرفا، ومن مربي الأجيال وصانع الأبطال ومدرسة العطاء الثوري الأستاذ معمر بسيسو، والمرحوم سعيد الحسيني وكل رواد ومرجعيات الحركة الرياضية الذين عايشوا رحلة النضال المجبولة بالعطاء الوطني في كل المحطات، ولاسيما سنوات الاحتلال، والذين مازالوا يرددون اسمك في مجالسهم ولقاءاتهم وحواراتهم وهم يسترجعون شريط الذكريات الجميلة.
سلاما لك أبا اياد من أندية غزة وعميدها نادي غزة الرياضي وأقرانه من أنديه القطاع الصامد الذين يحفظون لك مكانة خاصة في سويداء القلوب، ويتذكرون مواقفك وتضحياتك الكبيرة في مسيرة العطاء في كل المحطات.
سلاما لك من الإعلاميين الذين تقاطعوا وتشاركوا معك في درب العمل والعطاء وكانوا يشكلون جسرا حقيقيا للتواصل والوحدة ورسموا وجسدوا وحدة الجغرافيا الفلسطينية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت