ذكر تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يوم الخميس، بأن زيارة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة جاءت "لمنع تدهور الأوضاع"، على وقع التهديدات المتعلقة بنقص المستلزمات الصحية.
والتقى مسؤولون مصريون أمس بقادة حركة حماس في قطاع غزة في محاولة لمساعدة الفلسطينيين في القطاع في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، وبما يضمن الحفاظ على التهدئة الحالية بعد فترة متوترة.
وناقش الوفد الأمني المصري الذي وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" بعد لقائه مسؤولين إسرائيليين، احتياجات القطاع وكيفية توفير الدعم اللازم لتجاوز الأزمة ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة جديدة. وقالت مصادر لصحيفة لـ"الشرق الأوسط"، إن هدف زيارة الوفد المصري مساعدة القطاع ومنع أي تدهور أمني أو صحي. وأضافت أنه تم نقاش ملفات أخرى مثل المصالحة والعلاقات الثنائية.
وهذه هي أول زيارة للوفد الأمني المصري منذ 10 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وقد بحثت التهدئة والمصالحة وإنجاز ملف الأسرى، وهي ملفات معقدة تشرف عليها مصر. وقالت المصادر، إن المصالحة شبه مجمدة فيما لا يوجد اختراق كبير في ملف تبادل الأسرى، لكن الحفاظ على التهدئة هو أولوية الآن، باعتبار أن أي مواجهة جديدة في القطاع ستكون كارثية وستبعد أي فرصة للمصالحة أو حل لملف الأسرى.
وأضافت "حرص المصريون على الاستماع لحاجات القطاع، وناقشوا كيفية مواجهة تفشي كورونا وعدم السماح بأي تدهور أمني".
ووصل المصريون إلى غزة بشكل خاص، من أجل احتواء التوتر بعد تصعيد الموقف من قبل الفصائل الفلسطينية في الأسابيع القلية الماضية.كما ذكرت الصحيفة
وأرسلت حماس إلى إسرائيل، أن إطلاق الصواريخ الذي حدث الشهر الماضي كان بسبب نقص مستلزمات كورونا، وأن على تل أبيب أن تتحمل أي تداعيات لذلك وهو موقف استدعى كذلك تدخل الاتحاد الأوروبي.حسب الصحيفة
وقالت حركة حماس في بيان لها " التقى وفد من قيادة الحركة يوم الأربعاء، في قطاع غزة برئاسة الدكتور خليل الحية، الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، ودار حوار معمق حول العديد من المواضيع والملفات، ومنها موضوع المصالحة الفلسطينية، وتحقيق الوحدة والشراكة والتفاصيل المتعلقة بها، والجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيقها، وملف الحصار المفروض على قطاع غزة، ومعاناة أهلنا وسبل إلزام الاحتلال الإسرائيلي بإجراءات رفع الحصار وتوفير متطلبات إنهاء معاناة أهلنا في غزة، وتوفير احتياجات القطاعات المختلفة، ومستلزمات مواجهة جائحة كورونا، وفتح معبر رفح بما يفي بحاجات الناس في التنقل والسفر.".حسب البيان
وأضافت حماس " كما رحبت الحركة بالوفد المصري، وقدرت عاليًا الجهود المصرية في رعاية المواضيع المتعلقة بالقضايا الفلسطينية والوضع الفلسطيني الداخلي، ومتطلبات قطاع غزة."
وقالت " أكد وفد الحركة حرصه على تمتين العلاقة الثنائية مع الأشقاء في مصر، وأهمية إنجاح المساعي المصرية، وخاصة في تحقيق الوحدة الوطنية كونها خيار استراتيجي لمواجهة التحديات كافة."
وأوضحت حماس بأنه "تم الاتفاق على استمرار التواصل ومواصلة الجهود من أجل تحقيق ما تم الحديث حوله في القضايا المختلفة."
وزار وفد يضم سفراء وقناصل الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، غزة، يوم الثلاثاء، وقام بزيارات تفقدية استهدفت الاطلاع على الأوضاع الصحية والظروف المعيشية في القطاع. وزار الوفد مستشفى غزة الأوروبي المخصص لمرضى فيروس كورونا وبعض المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي.
وقال بيان صادر عن رؤساء البعثات إن الزيارة هدفت إلى التضامن مع سكان قطاع غزة، والاطلاع بشكل أفضل على التطورات الأخيرة، خاصة الوضع الصحي المقلق في ظل جائحة كورونا وآثارها الاجتماعية والاقتصادية الكارثية.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، سفين كون فون بورغسدورف إن الاتحاد سيقدم كل الدعم الممكن لقطاع غزة.وتابع "نريد أن نؤكد على ضمان الحياة لكل فرد وشخص في غزة وتعزيز حقوق الإنسان والحق في الحياة والتعليم". وأردف "سنحاول إيصال لقاح كورونا إلى غزة خاصة لمن يعملون في الصفوف الأولى في الرعاية الطبية".
ويعاني القطاع من نقص حاد في مستلزمات كورونا. ويوم الاثنين توقف إجراء الفحوص الخاصة بفيروس كورونا في القطاع بسبب "نفاد مواد الفحص".
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم إن الحاجة الماسة لاتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ أرواح المواطنين في قطاع غزة واحتواء الأزمة.
وانتشر كورونا في غزة بسرعة كبيرة ما اضطر وزارة الداخلية في القطاع إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة تفشي الفيروس، شملت إغلاق المساجد والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والأسواق الشعبية الأسبوعية، والتي دخلت حيز التنفيذ السبت. كما شملت الإجراءات فرض حظر كامل للتجوال يومي الجمعة والسبت، يستمر حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلى جانب حظر التجوال الليلي الذي يبدأ يومياً في الساعة السادسة والنصف بالتوقيت المحلي وينتهي في الصباح الباكر.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية يوم الاربعاء، عن مصادر في حماس قولها "إن زيارة الوفد الأوروبي تأتي ضمن تفاهمات التهدئة من أجل تشغيل عدد من المشاريع التي تمّ الاتفاق عليها، بما فيها "تحلية مياه البحر"، وأيضاً مدّ محطّة الكهرباء الوحيدة في غزة بالغاز ".
وحسب الصحيفة اللبنانية "رفعت الفصائل الفلسطينية حالة التأهّب، إضافة إلى المتابعة الدقيقة لتحرّكات إسرائيلية قرب القطاع، جرّاء تقديرات استخبارية لديها تشير إلى إمكانية المواجهة مع إسرائيل قريباً أو إقدامه على افتعال أحداث تؤدي إلى حرب أو معركة. "
ووفقاً للصحيفة تستند تلك التقديرات، كما يقول مصدر لـ"الأخبار"، إلى "معلومات خاصة، إضافة إلى فهم عميق لِما يفكّر فيه الاحتلال، مع الأخذ في الحسبان الحالة التي تمرّ بها المنطقة مع مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
ويوضح المصدر أن "إجراءات المقاومة شملت زيادة المراقبة والمتابعة لتحركات الاحتلال على الحدود، ورفع التدابير الأمنية داخل القطاع وحول الشخصيات القيادية."