نال الفيلم الصيني (أنيما) بموضوعه ورسالته وتقنياته الفنية إعجاب الجمهور والنقاد أثناء عرضه العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ42، الذي يقام بدار الأوبرا المصرية في الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر الجاري.

وأقيم استقبال خاص على السجادة الحمراء لطاقم عمل الفيلم قبل عرضه مساء أمس الثلاثاء في المسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور جمهور من المصريين بينهم ممثلين ومخرجين ونقاد.

وقالت المخرجة الصينية تساو جين لينغ لوكالة أنباء ((شينخوا))، وهي على السجادة الحمراء قبل العرض، "أنا سعيدة جدا لأن فيلمنا ظهر في هذا المهرجان بعد أربع سنوات من التصوير والعمل الجاد، وآمل أن تكلل جهودنا بالتوفيق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".

وأضافت أن مشاركة الأفلام الصينية في أكبر مهرجان سينمائي في مصر يعزز التبادل الثقافي والتفاعل بين شعبي البلدين.

وفي الطريق إلى المسرح الكبير، التقت الممثلة المصرية ياسمين صبري بطاقم الفيلم الصيني، ورحبت بهم في مصر وأخبرتهم أنها حرصت على الحضور لمشاهدة فيلمهم.

ويتناول فيلم "أنيما"، الذي تبلغ مدته 120 دقيقة، علاقة الإنسان بالطبيعة كما يحذر من قتل الحيوانات وقطع الأشجار، وذلك من خلال حبكة درامية تبدأ برحلة صيد عائلية في الغابة، يضطر فيها صبي صغير لإنقاذ شقيقه الأصغر الذي وقع في كهف للدببة بقتل الدبة الأم.

وعندما يكبر الشقيقان توتو ولينزي يعملان في نفس فريق قطع الأشجار، لكن لينزي يشعر أن قطع الأشجار يتعارض مع قدسية الغابة ويقف ضد الجميع لإنقاذها، بما في ذلك شقيقه الأكبر العدواني توتو.

وقال الناقد الفني الكبير طارق الشناوي، عضو اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان، إن "الفيلم الصيني لقى دفئا وإحساسا داخل قلوب المشاهدين الليلة بعمقه الفكري وطابعه الملحمي".

وأشار الشناوي إلى أن "الموسيقى التصويرية من أجمل العناصر الإبداعية في الفيلم الصيني، بالإضافة إلى أداء الممثلين وقدرة المخرجة على الحفاظ على العمق والشجن والإبداع والصورة التي تدخل القلب طوال الفيلم".

وأضاف الناقد المصري لـ((شينخوا))، أن "السينما الصينية هي فاكهة المهرجانات الدولية كما قلت سابقا، لذلك يحتفي مهرجان القاهرة بهذه السينما العظيمة كلما جاءت الفرصة".

ويتنافس الفيلم الصيني في المسابقة الدولية للمهرجان مع مجموعة من الأفلام المميزة منها الفيلم الدرامي المصري "(حظر تجول) ، والروسي (مؤتمر)، والفرنسي (جاجارين)، والمكسيكي (50 أو حوتان يجتمعان على الشاطئ)، والمجري (الاستعدادات لنكون معا لأجل غير مسمى).

وأعرب معظم الجمهور عن إعجابهم بالفيلم الصيني وانبهارهم بالتصوير السينمائي والموسيقى، رغم أن البعض تمنى أن تكون وتيرة الأحداث أسرع.

وقال الشاب المصري معتز سليمان، بعد مشاهدة الفيلم، إن "الحبكة الدرامية جيدة وسلسة وكذلك الموسيقى، ويقدم الفيلم رسالة مفادها أن البيئة ليست مجرد شجرة؛ لكنها كيان نشعر به ويشعر بنا ويؤثر في حياتنا".

وبعد عرض "أنيما"، صعد على خشبة المسرح أعضاء من طاقم عمل الفيلم، منهم المخرجة تساو والمنتج المشارك تشي تيان تشي والممثل سي لي جينغ ، ودار نقاش مباشر بين الطاقم والجمهور.

وخلال المناقشة، سألت مخرجة باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن سبب عدم احتواء النصف الأول من الفيلم على موسيقى تصويرية، حيث أجابت تساو بأن "الهدف هو السماح للجمهور بسماع صوت الطبيعة فقط تتحدث عن نفسها".

وقالت إيناس حلمي المخرجة بقطاع الإنتاج، "لقد أعجبني الفيلم، فهو مليء بالإحساس، فضلا عن رسالته التي تشير إلى أن جمال الطبيعة لا يجب أن يلوث، لأن ذلك يؤدي إلى تلوث أرواح الناس وتيبس مشاعرهم".

كما أشاد العديد من الجمهور بأداء الممثل الصيني سي لشخصية توتو، وقالوا له إن أداءه كان مقنعا للغاية كشاب عدواني وقوي وجريء.

وأوضح الممثل الصيني لـ ((شينخوا))، "أنها المرة الأولى التي أشاهد فيها فيلمنا مع الجمهور، وسررت جدا بإشادة الجمهور المصري، وأود أن أشكر المخرجة تساو على ذلك، لأنها ساعدتني كثيرا أثناء التصوير، لتحسين أدائي لهذه الشخصية".