اكدت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية ان الاحتلال الاسرائيلي، وسياساته الممنهجة هو المعيق الاول لعمل المجتمع الفلسطيني، والتهديد الاساس الذي يحول دون تحقيق الاهداف الوطنية في ظل تصاعد عمليات الاستيطان، واستهداف القدس ضمن مخططات الضم الجاري تنفيذها، وتصاعد جرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل، وليس اخرها جريمة اعدام الطفل علي ابو عليا قبل عدة ايام اضافة لتضييق الخناق على حرية الحركة والتنقل، واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة للعام الرابع عشر على التوالي، واوصت الورشة، التي تأتي في سياق الاجتماعات المتواصلة لرسم الاستراتيجية العامة للشبكة للاعوام 2021- 2025، على اهمية تعزيز الدور الوطني لعملها بما ينسجم مع التوجهات العامة لها في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العمل الاهلي، كما شددت على استمرار تقديم الدعم لصمود المواطنين ضمن اولوياتها الاساسية من خلال تفعيل قطاعاتها المختلفة، وتحديدا في القدس، والمناطق المحاصرة والمهمشة في القرى والارياف خصوصا مع تفاقم الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية بعد انتشار فيروس كوفيد 19 "كورونا" منذ مطلع العام الجاري، كما اكدت التوصيات على اهمية التمسك باستقلالية العمل الاهلي، وحماية المنجزات التي تحققت طوال العقود الثلاثة الماضية، وفي ذات الوقت العمل على التأثير في السياسات العامة، وخطط التنمية لاحداث التغيير المنشود .
ووجهت الشبكة في بداية الورشة التحية في الذكرى 33 للانتفاضة الاولى التي تفجرت رفضا للاحتلال في التاسع من كانون اول العام 1987، واهمية استلهام العبر والدورس المستقاة منها في تطوير العمل لمجابهة التحديات، والتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المكفولة بالقانون الدولي، ورفض كل المشاريع التي تحاول تجاوز هذه الحقوق، بما فيها مشاريع التطبيع بكل اشكاله، وشددت الورشة ان التوجهات العامة تتمثل في الحفاظ على هوية العمل الاهلي باعتبارها احدى اولويات العمل للسنوات القادمة، وحماية مرتكزاته القائمة على روحية العمل الجماعي وتعزيزه، ورفع درجة التنسيق بين المؤسسات الاعضاء ضمن القطاعات التي تمثل محاور عمل الشبكة في قطاعات الصحة، والزراعة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، وحقوق الانسان، وقطاعي المراة والشباب، وكذلك المساهمة في العمل المشترك مع الائتلافات، والمؤسسات لانهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة .
وناقشت الورشة التي نظمت بالتزامن في مدينتي اريحا وغزة، واستمرت يوما كاملا بمشاركة الطاقم التنفيذي، واللجنة التنسيقية للشبكة في الضفة الغربية، وقطاع غزة عبر تقنية "زوم" محاور العمل من جميع الجوانب بما فيها عرض بيئة العمل الداخلية، والخارجية، والتحديات المحلية، والدولية والصعوبات الناجمة عنها، اضافة للاهداف العامة المشتقة من رسالة، ورؤية، وقيم الشبكة، واستثمار كل الامكانات المتاحة من موارد بشرية، ولوجستية لتطوير البناء المؤسسي والقدرات من جهة، والعمل على رفع درجة، وكفاءة المؤسسات من جهة اخرى ضمن تحالفات واضحة تتبنى مطالب المواطن للوصول لسياسات اقتصادية، واجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية، وتصون كرامته .
واجمعت المداخلات التي قدمت من المتحدثين في الضفة الغربية، وقطاع غزة على اهمية تحويل التحديات لفرص، وتشخيص، والاستفادة من الثغرات الموجودة لردمها، وزيادة كفاءة عمل المؤسسات، وتعزيز دور الشبكة كاطار تنسيقي، وكذلك العمل على تسليط الضوء على واقع الحريات العامة، واهمية صون حق تشكيل الجمعيات، والتجمع السلمي، وحرية الرأي والتعبير، ووقف اي تعديات على هذه الحقوق من اي جهة كانت، وحماية السلم الاهلي للمجتمع الفلسطيني في ظل غياب المجلس التشريعي الاداة الرقابية على السلطة التنفيذية، واحترام استقلال القضاء، ومبدأ فصل السلطات، كما دعت لحوار شامل بين مختلف المكونات، والعمل على التصدي من الجميع للهجمة الواسعة التي تتعرض لها المؤسسات الاهلية اقليما ودوليا من مؤسسات تدعمها دولة الاحتلال بهدف تشويه صورة العمل الاهلي الفلسطيني، من جهة اخرى افردت الورشة مساحة واسعة من النقاس لتطوير العمل خلال المرحلة المقبلة لتعزيز قيم الديمقراطية، والضغط لاقرار التوجه للانتخابات العامة، وتجديد الدماء للنظام السياسي الفلسطيني بما يعزز مشاركة الشباب، ويحمي التجرية الديمقراطية للمجتمع الفلسطيني .
وعلى الصعيد البنيوي للشبكة اكد المشاركون اهمية التمسك بالقيم التي تكفلها انظمة الشبكة الداخلية وادبياتها، ومدونة السلوك التي تم اقرارها بما فيها تعزيز الحوكمة، والشفافية والالتزام، ومبدأ المساواة، والعمل التشاركي وفق الاهداف التي انشئت من اجلها العام 1993 ومن ضمن تلك العناصر وضع الخطط التنفيذية، والتصورات الجدية لخطط الاستجابة، والتدخل وقت الازمات والطواريء سواء الوبائية او الطبيعية، واستعادة روح العمل التطوعي، والشعبي وفق جهوزية عالية على قاعدة التكامل بين القطاعات المختلفة .
وكانت الورشة التي نظمت يوم امس افتتحت بكلمة ترحيبية لرئيسة مجلس ادارة الشبكة شذى عودة اكدت فيها اهمية ان تعقد في ظل الاوضاع الراهنة رغم انتشار فيروس كورونا منذ شهر اذار الماضي، وتحديات صفقة القرن، والمشاريع الجاري تنفيذها على الارض، وهو ما يتطلب ترتيب البيت الداخلي للشبكة، وتوحيد الجهود على كل المستويات الرسمية، والاهلية، والقطاع الخاص لمواجهة التحديات، والخروج باقل الخسائر، وهي تعكس ضرورة تحمل المسؤولية من المؤسسات الاهلية على قاعدة الشراكة، وتطوير العمل المشترك لخدمة المواطن الفلسطيني، وتعزيز صموده .
من جانبه اكد مدير الشبكة في قطاع غزة امجد الشوا في كلمته على اهمية العمل المشترك، ومراجعة مسيرة العمل الاهلي بصورة تحفظ قيمه، واهمية استمرار العمل وفق رؤية ورسالة مجتمعية، مشيرا الى ان الشبكة تعمل بشكل مشترك رغم الصعوبات التي تواجهها سواء من سياسات الاحتلال او بعض الممولين، ولكنها قادرة على الاستمرار مشددا على الوضع الخطير في قطاع غزة جراء استمرار الحصار، وانتشار فيروس كورونا الامر الذي يفاقم الاوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، وقام بتسهيل الورشة د. عبد الرحمن التميمي الخبير في الدراسات الاستراتيجية، واحد نشطاء العمل الاهلي .