هجوم سعودي غير مسبوق على إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

 احتفاء واسع بهجوم تركي الفيصل على إسرائيل وصف بأنه "لم يبق ولم يذر" ففي الحديث الصريح للأمير التركي في حوار المنامة 2020 في البحرين، حيث كرر-بشكل مفاجئ للبعض- توضيح حقيقة "إسرائيل" وفي تصريحات شديدة اللهجة، قال الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق إن إسرائيل تقدّم نفسها بأنها "دولة صغيرة تعاني من تهديد وجودي محاطة بقتلة متعطشين للدماء يرغبون في القضاء عليها".
وتابع "ومع ذلك، فإنهم يصرحون برغبتهم أن يصبحوا أصدقاء مع السعودية".ووصف الفيصل إسرائيل بأنها "قوة استعمارية غربية" متحدثا عن إجراءات إسرائيل وتهجير الفلسطينيين قسرا وتدمير القرى.وأضاف الفيصل أن الإسرائيليين "يهدمون المنازل كما يشاءون ويقومون باغتيال من يريدون". مدعية الديمقراطية، والعنصرية والاحتلالية والاستعمارية مما أوضحه- هذه التصريحات وبغض النظر عن الدوافع التي قد يشكك البعض في دوافعها إلا أنها تشكل موقف سعودي غير مسبوق من قبل مسئول سعودي سابق وقد شغل عدة مناصب رفيعة في السعودية ، ومثلت تصريحاته في توجيه رسالة جليّة تؤكد تمسك العرب بمبادرة السلام العربية التي هي وليس غيرها مفتاح السلام في المنطقة بما يعني استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني تحت الاحتلال وبما يعني أن التطبيع العربي هو التالي وليس هو البداية، ما يجب على الجميع فهمه في سياق عروبي وحضاري، وما يجب فهمه عدم الانهيار أمام الإسرائيلي والارتماء في أحضانه مطلقا حتى حين تطبيق المبادرة ذاتها. حديث تركي الفيصل شكل ضربه لحكومة الاحتلال والتصريحات الصادرة عبر وسائل الإعلام الصهيونية عن قرب التطبيع مع السعودية ،
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بينها موقع "واللا" والقناة "24"، فإن الأمير تركي الفيصل آل سعود، رئيس المخابرات السعودية السابق، كان يتحدث خلال مؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة) المنعقد حاليًّا في العاصمة البحرينية، ويختتم أعماله الأحد، بمشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن الفيصل الذي عمل في السابق أيضًا سفيرا للمملكة لدى واشنطن، قوله إن تصريحاته "تمثل موقفه الخاص" وليس النظام في الرياض.
واتهم الفيصل، خلال مشاركته بالمؤتمر، إسرائيل، بالنفاق وقال إنها "تدّعي من جهة أنها مهددة وجوديًّا وتريد السلام، لكنها من جهة أخرى تحتل الأراضي الفلسطينية وتقصف الدول العربية وتمتلك السلاح النووي". احتفت عدة أصوات سعوديه وعربيه بالتصريحات الاستثنائية التي أدلى بها رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل عن إسرائيل، ووصف المحلل السياسي والاستراتيجي والكاتب علي التواتي القرشي، هجوم رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق على إسرائيل، على هامش حوار المنامة 2020، بأنه "لم يبق ولم يذر".
وأضاف القرشي في تعليقه قائلا: "قوة استعمارية غربية تغتصب أرض الفلسطينيين، والإسرائيلي يعقب والأكيد أنه تمنى أنه لم يحضر". ورأى الأكاديمي والصحفي السعودي خالد الدخيل أن تركي الفيصل في هذه المناسبة "ردد موقف الراحلين والده الملك فيصل، وأخيه سعود"، واصفا ما قاله بـ"كلمة حق عن إسرائيل في مؤتمر المنامة بحضور وفد إسرائيلي". أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، فلفت إلى أن موقف تركي الفيصل في وصفه إسرائيل بأنها "قوة استعمارية غربية"، يستحق الإشادة بخاصة في هذا التوقيت. ورد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي إشكنازي بوصف ما ورد في تصريح تركي الفيصل بأنها "اتهامات كاذبة"، وعلق على حسابه في "تويتر" قائلا إن اتهامات الفيصل "لا تعكس روح التغيير التي تمر بها المنطقة". حديث الفيصل في زمانه ومكانه وتوقيته يحمل دلائل مهمه ،نقره جميعًا أي أولئك الذين اتفقوا مع مواقفه السابقة أاختلفوا معها، وأن يأتي هذا الموقف وبمثل هذا الوقت فله كل التقدير والاحترام ولمن يمثله الأمير بمثل هذه المواقف في هذا التوقيت

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت