قالت وكالة الأنباء السعودية، يوم الجمعة، إن مقاتلات القوات الجوية الملكية السعودية رافقت، الخميس، قاذفتين إستراتيجيتين أميركيتين من نوع (بي-52) أثناء عبورهما أجواء المملكة العربية السعودية.
وأضافت أن القاذفات من هذا النوع "تتميز بإمكانية اطلاقها لحمولة كبيرة من الأسلحة المتعددة وإصابة أهدافها بدقة في عمق أراضي العدو".
وأشارت الوكالة إلى أن "المملكة العربية السعودية تعمل وشركاءها الدوليين بشكل دائم على تحسين العمل التوافقي فيما بينهم، حيث يعمل منسوبو القوات الجوية الملكية السعودية مع نظرائهم من الدول الحليفة لتحقيق التكامل بين أنظمة الاتصالات والتخطيط والأنظمة التقنية".
وكانت القاذفتان الأميركيتان حلقتا فوق مناطق من الشرق الأوسط الخميس، في خطوة اعتبرها مسؤولون أميركيون رسالة ردع مباشرة لإيران بحسب ما نقلته شبكة "سي بي إس".
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي إن "القدرة على التحليق بالقاذفات الاستراتيجية، وإدماجها سريعاً مع عدد من الشركاء الإقليميين يبرهن على علاقات العمل الوثيقة مع شركائنا، والتزامنا المشترك تجاه الأمن والاستقرار الإقليميين".
وأضاف الجنرال ماكنزي في بيان "نحن لا نسعى للصراع.. لكننا يجب أن نظل متمركزين وملتزمين بالرد على أي طارئ، أو معارضة، أو عدوان".
ما الذي يميز قاذفات B-52H الأميركية؟
المقاتلة الأميركية B-52H هي قاذفة قنابل استراتيجية، بعيدة المدى، متعددة المهام، ذات ثمانية محركات، يعود تاريخ صناعتها إلى فترة الحرب الباردة، عندما كان سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً في ذروته، حيث تستطيع هذه القاذفة حمل وإلقاء 32 طناً من القنابل، حسبما ذكر الموقع الرسمي للقوات الجوية الأميركية.
وانطلقت أولى رحلات هذا الطراز من الطائرات في أبريل عام 1952، لكنها دخلت إلى الخدمة في سلاح الجو الأميركي فعلياً في عام 1954، وكانت مصممة أساساً لنقل أسلحة نووية في مهمات الردع خلال تلك الحقبة، وتمتاز بقدرتها على الطيران أسرع من الصوت، وبارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم، كما يمكن أن تحمل الذخائر النووية أو الذخائر التقليدية الموجهة بدقة، مع قدرة ملاحة دقيقة في جميع أنحاء العالم.
ونظراً لميزاتها الفريدة، وانخفاض تكلفة صيانتها، تضطلع مقاتلات B-52H بالعديد من المهام، مثل: الهجمات الاستراتيجية، والإسناد القريب، والاعتراض الجوي، والعمليات البحرية.
وعلى الرغم من أن هذه الطائرة شاركت في العديد من الحروب، إلا أنها لم تُستخدم إلا لغرض إلقاء حمولات من القنابل التقليدية.
ورغم ظهور طائرات عسكرية متطورة، ظلت مقاتلات B-52H منذ 60 عاماً، العمود الفقري لسلاح الجو الأميركي، لاسيما أنها شهدت تحديثات عديدة، ومن المتوقع أن تبقى في الخدمة حتى منتصف القرن الحالي.
وشاركت قاذفات B-52H في عملية "عاصفة الصحراء" ضد الجيش العراقي في عام 1991، وأسهمت أيضاً خلال الحرب الأميركية على أفغانستان والعراق عامي 2001 و2003، ونفذت كذلك العديد من العمليات إبان الحرب على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.