وجّه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد في ذكرى الانطلاقة 53 للجبهة ، يوم الجمعة، كل "التحيّة والتقدير لشعبنا في كل أماكن تواجده في هذه الانطلاقة، ولجميع أعضاء الجبهة الشعبيّة وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، وتحيّة خاصة لأهلنا في غزّة وأهلنا في الأرض المحتلة عام 48 الذين هم جزء لا يتجزأ من شعبنا".
وشدّد أبو أحمد فؤاد خلال حديثه عبر إذاعة صوت الشعب المحلية، أنّنا "نمر بظروف صعبة ومعقّدة ما يتطلّب منّا مصارحة شعبنا وتقبّل النقد والملاحظات لتصحيح الأخطاء، فهذا ما يستحقه شعبنا من أجل تحقيق العودة والاستقلال".
ولفت إلى أنّ "الجبهة الشعبية لم تسلّم يومًا على الإطلاق بحلولٍ جزئية في صراعنا مع العدو، وأكَّدت عبر أدبياتها ومؤتمراتها بأنّها متمسكة بالثوابت الوطنية الفلسطينية ولن تحيد عنها يومًا، ونحن متمسكون بالميثاق الوطني الفلسيطني وليس الميثاق الذي جرى عليه تعديل أو آخر، ولا أحد يتطوال على مواقف الجبهة ولا أحد مسموح له أن يشكّك في مبادئ هذه الجبهة".
وتابع: "لدينا رفاق قدّموا تقارير ومعلومات حول مسيرتنا منذ الانطلاق وحتى يومنا هذا، والجبهة خاضت تضحيات في كل المراحل، ولكنها تمسّكت بالثوابت وفي استمرار المقاومة والنضال، ومنذ انطلاق الجبهة وهي تحمل راية تصحيح أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية التي نتمسك بها لأنّها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقاومنا في كل المراحل أي بدائل أو انشقاقات في المنظمة، وكانت الجبهة دائمًا ترفع شعار إطلاح مؤسسات منظمة التحرير على أسسٍ ديمقراطية".
وقال إنّ الجبهة "لا تبحث عن مصالح فئويّة أو شخصيّة، وتاريخ الجبهة يعطي جوابًا على كل هذه المسائل التي ترد في أذهان المواطنين، وفي نفس الوقت كنّا أصحاب نهج سياسي مختلف عن النهج الآخر الداعي للتسوية وما يتسبب بضرّر لقضيتنا الوطنية، ولكن في مراحل معيّنة نذهب باتجاه توحيد الجهود عندما تشتد الهجمة على المنظمة وعلى شعبنا وقضيتنا، ولدينا حساسية عالية بما يتعلّق بالانشقاقات والانقسامات الداخلية".
وأشار إلى أنّ "الجميع يعرف أن الجبهة دخلت في محاولات جديّة من خلال جبهة الانقاذ لاصلاح أوضاع منظمة التحرير ونهجها السياسي، ونعرف أنّ هناك الكثير من أبناء شعبنا يريدون منّا أن نفرز بين نهجين سياسيين وهذا حديث لا نتبنّاه، بل نقول أنّ أي انجاز حققته قوى التحرّر كان بالوحدة الوطنية القائمة على أساس برنامج سياسي على أساس المقاومة وقيادة واحدة ثورية مستعدة لتطبيق برنامج المقاومة ومواجهة المحتل وهذا ما يوصلنا إلى الانتصار".
وتابع أيضًا: "لقد أصدرنا في السابق كتابًا ضد اتفاقات أوسلو، هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ولا يمكن لأحد أن ينكر أن ما وصلت إليه الأمور بعيد عن اتفاق أوسلو ويتعلّق بها".
وفيما يتعلّق بتعثّر الحوارات الوطنية، قال فؤاد "مضى أكثر من ثلاثة أشهر على اجتماع الأمناء العامين وحتى اللحظة لا يوجد آفاق ليحصل لقاءات أخرى، وإذا أرادوا فليسموه حوارًا وطنيًا شاملاً لنقف أمام ما جرى، ونطالب السلطة بكل وضوح بالتراجع عن قرار إعادة العلاقة مع الكيان الصهيوني، وسنستمر في المطالبة بإلغاء اتفاق أوسلو".
وشدّد أيضًا على ضرورة "البدء في إعادة بناء منظمة التحرير من خلال البدء بإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني ومؤسسات المنظمة حتى نبدأ من المرجعية الأساسية التي يمكن أن تجمع الجميع دون استثناء، ومطلوب من المنظمة أن تقدّم الإمكانيات المتوفرة لكل الشعب الفلسطيني ولا نميّز بين منطقة وأخرى، فأهلنا في غزة يجب أن يأخذوا حقوقهم كاملة كما هو الحال في رام الله وبقية المحافظات".