البيان الختامي الصادر عن المؤتمر السادس للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين

  • المؤتمر يطلق حملة دولية من أجل التضامن مع الأسرى المرضى ويدعو لاطلاق سراحهم

تحت شعار "كل التضامن مع الأسرى المرضى والحرية لأسرى فلسطين " عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين مؤتمره السادس في رام الله وأوروبا، وبمشاركة واسعة من 45 دولة عربية وأوروبية وروسيا والولايات المتحدة عبر تقنية زوم، بتاريخ 13/12/2020 وسط ظروف بالغة التعقيد تعيشها الحركة الأسيرة، وخاصة الأسرى المرضى الذين يعانون من خطر حقيقي بات يهدد حياتهم في ظل استمرار الاستهتار الإسرائيلي وتفشي فايروس كورونا، وتنكر سلطات الاحتلال وإدارات سجونها لحقوق الأسرى التي كفلتها القوانين والاتفاقات الدولية، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم،  وكان آخرهم الشهيد الأسير كمال أو وعر.

وقد شهد المؤتمر حضورا عربيا وأوروبيا ودوليا واسعا شمل نخبة هامة من أعضاء برلمانت عربية وحقوقيين وقانونيين وممثلي مؤسسات وهيئات وأحزاب ولجان حقوقية دولية وحركات تضامنية مع الشعب الفلسطيني. وحشد واسع من قادة ونشطاء الجاليات الفلسطينية والعربية في بلدان المهجر الأوروبي والشتات، وممثلي لجان تنسيق التحالف الأوروبي في العالم.

كما شارك من فلسطين وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية والهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين، ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، والحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي ، والحركة العامية للدفاع عن الأطفال والعديد من أهالي الأسرى وأسرى محررين ومختصين بشؤون الأسرى والمحررين.

إن انعقاد المؤتمر السادس في فلسطين عبر تقنية زوم، وبهذه المشاركة الواسعة من دول اوروبا وآسيا وافريقيا وامريكا الشمالية، يؤكد من جديد على تنامي الدعم والتضامن الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني ، ومن أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما وتوكد هذه المشاركة الواسعة في المؤتمر، على تنامي التضامن الدولي مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل خاص المرضى منهم، وتؤكد أيضا على رفض وإدانة سوء الرعاية الصحية وسياسة الإهمال الطبي، التي تمارسها سلطات الاحتلال وادارات السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ضد هؤلاء العُزل، والتي أدت إلى استشهاد العديد منهم، وكان آخرهم الأسير كمال ابو وعر.

وأكدت المداخلات على التضامن الكامل مع الأسرى والأسيرات وخاصة الأسرى المرضى، في نضالهم من أجل تحقيق حقوقهم في الحرية والكرامة الإنسانية، وكشفت المداخلات عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي بلغ ما يقارب 4400 أسيرا واسيرة، من كل فئات الشعب الفلسطيني، من بينهم (الأسرى المرضى 700، المحكومين مدى الحياة 543، الأطفال 170، الأسيرات 41، المعتقلون إدارياً 380).

ويعاني ما يقارب 700 اسيرا يعانون أمراضا مختلفة، ، بينهم 300 حالة مرضية يعانون أمراضا خطيرة ومزمنة كالسرطان والفشل الكلوي وتشمع الكبد والشلل وبتر بالأطراف والضغط والسكري والامراض النفسية والمصابين بالرصاص قبل واثناء اعتقالهم، وهؤلاء بحاجة الى تدخلات فورية ونقلهم لمستشفيات مدنية لتقديم العلاج المناسب والسريع لهم لإنقاذ حياتهم. حيث أن هناك 11 أسيراً يعانون من مرض السرطان، وما يقارب 15 اسيرا يحتجزون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة، وهو عبارة عن عيادة صغيرة لا تتوفر فيها أدنى المقومات الطبية التي تتوفر في العيادات الطبية المتنقلة، والمكان سيء جدا، والاطباء فيه جنود وهواة من إدارة السجون لا يحملون شهادات طبية، تؤهلهم للتعامل مع المرضى وتقديم العلاج لهم، وهو ما ينطبق على العيادات الموجودة في 22 سجن ومعتقل ومركز توقيف.  ولعل جريمة قتل الأسير الشهيد كمال ابو وعر بتاريخ 10نوفمبر الماضي، حينما تركته فريسة للسرطان الذي أنهك جسده واوصله للموت، أكبر شاهد على ذلك، فبين اكتشاف مرضه واستشهاده عام تقريباً، وباستشهاد أبو وعر ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 226 شهيدا، نصفهم ارتقت ارواحهم الى السماء نتيجة جرائم طبية. هذا بالإضافة إلى مئات آخرين توفوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة

ومن جهة أخرى ونتيجة لسياسة اللامبالاة والعنصرية الإسرائيلية، وصل عدد الاسرى الذي أصيبوا بفيروس كورونا حتى اليوم ما يقارب 140 أسيرا. و لم تتخذ إدارة السجون إجراءات السلامة والوقاية اللازمة لحماية الأسرى والمعتقلين، وكل ما اتخذته وما قامت به لا تلبي الحد الأدني، ومنها ما فاقم من معاناة المصابين حينما نقلتهم الى زنازين واقسام ادعت إنها للعزل، وهي أماكن قذرة تنتشر فيها الرطوبة والاوساخ ولا تصلح للعيش الآدمي.

بموازاة ذلك يتعرض الأسرى الفلسطينيون لسياسات التعذيب وسوء المعاملة بشكل ممنهج ومنذ لحظات الاعتقال الأولى مرورا بمراحل التحقيق المختلفة وخلال عملية المحاكمة وقضاء العقوبة داخل السجون، وليس انتهاء بظروف الاحتجاز وسوء الأوضاع الصحية، ولطالما قام الأطباء الإسرائيليين بالمشاركة بالتعذيب الجسدي العنيف داخل مراكز التحقيق، وأحيانا داخل عيادات السجون، او من خلال عدم توثيق آثار التعذيب بموجب المعايير الدولية والأخلاقية لمهنة الطب وعدم التبليغ عن هذه الجرائم.

وفي الوقت الذي تمعن فيه سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلية في انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي التي تمارسها بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، تستمر في تجاهل ضمانات المحاكمة العادلة التي وفّرها القانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، خصوصاً القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء 1955، وغيرها من الإعلانات والاتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق الأسرى والمعتقلين.

ويواجه الأسرى والمعتقلين هذه الممارسات بما يمتلكونه من ارادة وعزيمة وإصرار على الصمود في مواجهة بطش وجبروت الاحتلال وذلك بإعلان الإضرابات الجماعية والفردية المفتوحة عن الطعام.

وفي نفس الوقت الذي يعبر فيه المؤتمر السادس عن قلقه البالغ إزاء هذه الوضع الخطير على حياة الأسرى وأوضاعهم الصحية، خاصة في ظل إمعان إدارات السجون واستهتارها بحياة الإنسان وبحياة الأطفال الأسرى، فان المؤتمر يدعو إلى تطبيق القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وإلزام إسرائيل دولة الاحتلال على احترام وتطبيق القوانين الدولية في تعاملها مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، كما ويدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وواضحة، لمعاقبة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، والحركة الأسيرة على وجه الخصوص، وفرض عقوبات دولية عليها. ويعلن المؤتمر السادس عن إطلاق حمله دولية للتضامن مع الأسرى واعتبار عام 2021 عاما للوفاء للأسرى.

ولهذا ويدعو االتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين إلى حشد كافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية والعمل المشترك لتحقيق الأهداف التالية:

أولا: العمل على تغيير الظروف وبحث العوامل المسببة للأمراض وإنهاءها، وكذلك إجراء تغييرات وتحسينات على الأوضاع الصحية داخل السجون الإسرائيلية بما يضمن مستوى خدمات طبية أفضل وتأمين العلاج المناسب وينهي سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تمارسها سلطات الاحتلال وادارات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى ، وممارسة الضغط على حكومة الاحتلال، من أجل إطلاق سراح المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة فورا، لإنقاذ حياتهم.

ثانيا: إلغاء سياسة الاعتقال الإداري، وإطلاق سراح كافة المعتقلين الإداريين.

ثالثا: إطلاق سراح  الأطفال والنساء وكبار السن.

رابعا: الافراج عن  جثامين الشهداء الأسرى المحتجزة لدى سلطات الاحتلال، وتسليمها إلى أهاليهم ليتم دفنها وفقا للأصول والعادات المرعية. 

ويؤكد التحالف الأوروبي على أنه سيعمل بالتنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية وكافة المشاركين في المؤتمر من البرلمانيين والحقوقيين وممثلي أحزاب وجمعيات ونشطاء من أجل ما يلي.

1- تشكيل لجنة طبية دولية دائمة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الصحة العالمية، مكونة من اطباء دوليين متفرغين ومتطوعين، عليها القيام بزيارة السجون بشكل متواصل لمعاينة الأسرى المرضى وتقديم العلاج لهم. واستمرار الضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح لهم بزيارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية

2- تشكيل فريق طبي قانوني يضم فلسطينيين ودوليين قادرين على قراءة الملفات والتقارير الطبية المتعلقة بالمعتقلين، وإبداء الرأي والملاحظات عليها، وإثارتها دوليا.  

3- تدويل قضية الأسرى والإسراع في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلى القضاء الجنائي الدولي، حتى لا تبقى إسرائيل كسلطة محتلة فوق القانون الدولي وتستطيع الإفلات من العقاب.

4- الطلب من الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة عقد اجتماع عاجل لإلزام إسرائيل كسلطة محتلة باحترام هذه الاتفاقيات وتطبيقها على الأراضي المحتلة.

5- دعوة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى تفعيل آليات لجان التحقيق ولجان تقصي الحقائق حول الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى والعمل على تنفيذ توصياتها في هذا الشأن.

6- تشكيل فريق يهتم بالعلاقات السياسية للتوجه الى الأحزاب والجمعيات والمؤسسات الأوروبية لتنسيق الجهود فيما بينها ورفع وتيرة التضامن مع السيرات والسرى البواسل كما وللتوجه الى البرلمان الاوروبي والبرلمات القطرية وللحكومات الأوروبية المختلفة.

7- رفض قرار حكومة الاحتلال بحسم مخصصات الأسرى من أموال المقاصة وتشكيل لجان مختصة دولية وعربية دائمة لتوفير الدعم للأسرى مادياً ومعنوياً، والعمل من أجل تأهيل ورعاية الأسرى المحررين وخاصة الأطفال والمرضى منهم، ودعوة رجال الأعمال الفلسطينيين لتحمل مسؤولياتهم في هذا الشأن.

8- توثيق أوراق العمل والمداخلات والنقاشات المقدمة إلى المؤتمر الأوروبي السادس في كتاب خاص واصداره في أقرب وقت ليشكل مرجعا للباحثين والمهتمين لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان، والأسرى الفلسطينيين بشكل خاص..

  • التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين وهو يختتم أعمال مؤتمره السادس ليعبر عن مساندته ودعمه للأسرى في سجون الاحتلال، ويقدم شكره وتقديرة لكل المشاركين والمتابعين، ويؤكد من جديد على أنه سيواصل جهوده من أجل تدويل قضية الأسرى والمعتقلين في كافة المحافل الدولية، ومن أجل ملاحقة حكومة الاحتلال وقادتها الذين يرتكبون الجرائم بحق الأسرى، وسيواصل جهوده من أجل تحرير الأسرى لا سيما الأسرى المرضى لأن اعتقالهم وتعذيبهم، وممارسة سياسة الإهمال بحقهم يشكل جريمة إنسانية بحقهم،  كما قرر المؤتمر عقد مؤتمره السابع القادم في السويد تحت شعار كل التضامن مع الأسيرات في سجون الاحتلال.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله