- عبد الرحمن القاسم
طعنة..في الظهر...خيانة..خروج عن الاجماع...تخلي...خروج عن المبادرة العربية..عن مقررات المؤتمر الاسلامي..يشجع اسرائيل..على تماديها..في الاستيطان..المصادرة..القتل..التهجير..تضييق الحصار....عبارات اشبه بالبيانات المقلوبة و"الكلاشيهات" الجاهزة واقرب إلى عبئ الاستمارة باسم البلد العربي او الإسلامي الذي يعلن ركوبه قطار التطبيع..السريع. يصدرها هذا الفصيل او الكيان السياسي الفلسطيني او حتى بقايا بعض القوي والاحزاب العربية.
فالقطار المشؤوم يسير والاكتفاء ببيانات التنديد او الاستكار او الاستهجان وكان القضية رفع عتب او تسجيل موقف من هذا الحزب او ذاك الفصيل وترديد الاية الكريمة "وكفى الله المؤمنين الاقتتال " مع التنويه انه للاسف الشديد ان لهجة البيان وحدة مفرداته اللغوية بالتشكيك او الخيانة او العمالة او الضرر تتناسب عكسيا مع حجم ونفوذ واموال تلك او هذه الدولة لنري بعض البيانات عبارة اقرب للوم وعتب الأحبة في حين تستخدم عبارات قاسية مع الدول الحزيطة رغم ان جرم التطبيع واحد .
ومن البديهي القول ان ذلك مخالف لقانوني الفيزياء والصالحة للحياة العملية "لكل فعل رد فعل مساو له بالقيمة ومخالف له بالاتجاه" وقانون " اللّف والدوران لا يقدمك ولو خطوة إلى الإمام بل سوف يرجعك لنقطة الصفر من جديد"......لذا عليك بعدم اللف والدوران بل أسلك الخط المستقيم لأنه اقصر طريق للوصول للأهداف..... وان ابسط الردود واقلها تكلفة وأكثرها صدقية وواقعية على جدية وإدراك تلك الأحزاب والفصائل والقوى السياسية الفلسطينية خطورة ما تتعرض له القضية الفلسطينية والآثار الكارثية لقطار التطبيع هو المصالحة والوحدة الوطنية, وإعادة صياغة برنامج وطني بمفردات ولغة وطنية واضحة فيما يتعلق بالتحديات الراهنة والأخطار المحدقة بالكيان السياسي والمشروع الوطني الفلسطيني والحقوق الثابتة والغير قابلة للتصرف للشعب الفلسطيني مهما كانت حجم المؤامرات والضغوطات المالية والسياسية للشعب الفلسطيني والتخلي عن استمارة بيان أملا الفراغ باسم الدولة المطبعة وعبارة تنديد او استنكار وترديد الاية الكريمة اعلاه.
-2-
وان مفاعيل تلك البيانات والمواقف والتي لا تحمل حلولا واقعية وممكنة وللاسف الشديد وبشكل قد لا يكون بشكل مقصود تثير تثير حفيظة الراي العام ليقوم بمعركة فيسبوكية شرسة تأكل الاخضر واليابس وتشعل النار في اشرعة بقايا قوارب الحب والألفة والتضامن بين الشعوب العربية وبالتاكيد قد تكون كثيرا من المواقع او ادعياء الثقافة او السياسة مشبوهة او مدفوعة الاجر. واكثر وضوحا ينجر بعضنا للردح ونسف كل اواصر الحب والتضامن واختلاط الدم العربي على ارض فلسطين. ويتجرأ البعض على التعميم وتحميل الشعوب العربية اثم خيانة وعمالة حكامهم. وتجد اصوات موتورة تقول...ان الشعب..خونة..جواسيس.. طول عمر الشعب اكس او صاد..يتامر علينا..الله..لا يخلف عليهم...
وذلك تأليب جديد على الشعب الفلسطيني..وخسارة جديدة..للبقية الجميلة في قلوب المواطن العربي اينما كان...ونكران..للشرفاء من العرب من مختلف الدول العربية..والذين اختلطت دمائهم بالدماء الفلسطينية والذي عاش في معسكرات الثورة الفلسطينية كان يجد متطوعين عرب من الخليج العربي...المغرب العربي.. ومن اليابان....(وانا اكتب هذا المقال لفت انتباهي برنامج وثائقي وردت فيه عناوين صحافة السبعينات حرفيا.."الصومال تعلن انها في حالة حرب مع اسرائيل...طلاب اندونيسيون يطالبون بالتطوع للقتال مع الفلسطينيين"
خلاصة القول مطلوب وجود برنامج وطني تجمع وتجتمع عليه وحوله كل الكيانات السياسية الفلسطينية. وعدم اخذ اهلنا واخوتنا العرب من المحيط للخليج بجريرة الانظمة المطبعة وتوزيع صكوك الوطنية هنا او هناك جزافا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت