اصمتوا ... وكفاكم ثرثرة وجعجعة ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

حازم عبد الله سلامة
  • كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الزمن الموبوء نفاقاً ودجلاً وكذباً وشعوذة سياسية ، البعض يقوم باستغلال الدين ، والبعض يستغل الوطنية والشعارات ، والبعض يستغل رمزية وقدسية أبو عمار ، والبعض يستغل دم الشهداء والجرحى وآلام الأسري وتضحيات شعبنا ،

والكل منهم يتاجر بوطننا ودمائنا حسب مصالحهم وانتفاخ كروشهم العفنة ، شجبوا واستنكروا وهددوا وتوعدوا قبل ذلك وتم نقل السفارة الأمريكية ، وخرجوا بعدة مسيرات ويافطات وبيانات وتصريحات ،

وتم ضم الجولان ، وإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال ، وتم تنفيذ الصفقة بشكل ممنهج ، ومازلنا نشحب ونستنكر ونصدر بيانات ،

دولة المشروع الصهيوني توقع إتفاقات التطبيع بل أكثر من تطبيع ونحن مازلنا مستمرون بإصدار البيانات والتصريحات النارية ، ولكن دون عمل ،

 

أشبعناهم شتماً وتهديداً ، ودولة المشروع الصـهيـوني فازت بالأرض وبالتطبيع واختراق الوطن العربي ،

ونحن مازلنا غير قادرين أن نوحد نظامنا السياسي ونوحد ما تبقي من بقايا وطن ،

ومازال من يتوهم بأنه معروض عليه إقامة إمبراطورية بغزة ، وعرضوا عليهم مليارات الدولارات وهم رفضوا وسايق فيها بطولة وهمية ، وقطاع غزة مساحته أصغر من شارع أو حي بأصغر دولة ،

 

إستمروا بالشجب والاستنكار والمؤتمرات والاجتماعات وتشكيل اللجان وإصدار البيانات والتصفيق لأحزابكم وقادتها كبار التجار الذي انتفخت كروشهم من سرقات ونهب ثروات الوطن والمتاجرة بدم الأبرياء والفقراء ،

فهل تستفيقون من أوهامكم قبل أن تضيعوا ما تبقي من بقايا وطن ؟؟؟

 

تطالبون العرب بالوحدة والتوافق والوقوف مع قضيتنا ، وأنتم لم تستطيعوا أن تتوحدوا وتقفوا مع قضيتكم وشعبكم ، تناحرتم علي حكم وسلطة بلا أي سلطة ، وأرهقتم شعبكم ومزقتم ما تبقي من بقايا وطن أشلاء ، وأضعفتم المشروع الوطني وتاجرتم بالمواقف لهثاً خلف امتيازات ومناصب ومراتب واهية ، نسيتم وتناسيتم القضايا الوطنية ولهثتم خلف مراتب واطربكم سماع المنافقين وهم يمجدون بكم معالي وفخامة وسيادة ، وتلذذتم بجمع الأموال وتكديسها في ظل إفقار شعبكم وإنهاكه ، نسيتم وتناسيتم وصايا الشــهداء وتضحيات شعبكم ونزيف الجرحى وآلام الاسري ، وتحولتم من فصائل وطنية وحركات تحرر إلي مقاولات استثمارية  وشركات ، ونسيتم وتناسيتم الاحـتلال وتفرغتم للتناحر علي وزارة وإمارة في وطن محتل ومسلوب يتحكم بكل مفاصله الاحتـلال البغيض العدو الصـهيـوني ،

 

رحم الله زمن ، كان القائد يعيش بالخنادق ويعتبر نفسه شـهـيد مع وقف التنفيذ ينتظر لقاء ربه لينير الدرب للثوار من دمه الطاهر ، فجعلتم من مسمي القائد مجرد برستيج وإمتيازات وأموال ومواكب ومرافقين ومنافقين ومتنفذين يسحجون ليل نهار نفاقاً وتزلفاً وتملقاً ،

 

تحولتم لمجرد فصائل بيانات ومؤتمرات صحفية ، وخلعتم الزي الوطني ولبستم البدل الرسمية

وربطات العنق الفخمة ، وحولتم البنادق من شعلة نضال بأيادي الثـوار إلي أداة قمعية ضد شعبكم ، ومن حماية للوطن والشعب إلي حماية لكم ولأملاككم بأيادي مرافقين متسلقين علي جرح الوطن ،

 

اصمتوا وكفاكم ثرثرة وجعجعة ، فقد أشبعتمونا خطابات وشعارات ، كفي ، فليس بالأقوال والشعارات تُحرر الأوطان يا ألسنة الضلال والخداع ، فالوطن ليس وزارة وإمارة ومواكب وتسلط ،

[email protected]

17-12-2020

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت