أبو المعاصم الليوسي ... و "انتصار الجبان" قصة قصيرة

بقلم: علي بدوان

الهروب من المواجهة
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

"الهريبة ثلثي المراجل"، و "الكذب ملح الرجال ... وعيب على اللي بيستحي". كانت هاتين المقولتين، هاديتين لــ (أبو المعاصم الليوسي) المتأيسر، والذي وجد الفرصة قوية لتطبيقهما على أرض الواقع ... صيف العام 1982...

دبابات (الميركافا) تتقدم في القطاعات الثلاث من جنوب لبنانستان، ومشاة قوات الغزو تشق طريقها، ولكنها تواجه مقاومة استثنائية من شبان ومقاتلي ثورة البالستينيو، والحركة الوطنية اللبنانستانية ... فماذا سيفعل (أبو المعاصم الليوسي) ...؟؟؟؟

عليه الهرب، والفرار، فالهريبة كما يؤمن "ثلثي المراجل" ... و "مائة جبان ولا الله يرحمه"... و "مائة أم تبكي ولا تبكي أمي"...!!!

فكرة، وتكتيك، مُسبق عند أبو المعاصم .... :  تغيير البدلة العسكرية، ولواحقها وكل مايمت لها بصلة، وارتداء بنطال الجنز، ووضع الهوية الحقيقية في جيبته ... هوية مصرية مزورة تماماً تحسباً لهذا اليوم، مع تمزيق الهوية الأصلية الشمال افريقية ...

وصل جيش الغزو الى تخوم "عين الجميلة"، وعند اول حاجزٍ : تفتيش، وهويات... والسيرجنت "الإسرائيلي" اليهودي العراقي (حاييم افكي) يُدقق على شخصية أبو المعاصم الليوسي، ويقتنع اخيراً بانه (شالوم)، فيخاطبه "خبيبي انت شالوم، انت كامبد ديفيد، إنت الله معك" ... ويدمغه بدمغة التفتيش وانتهاءه على بطن ساق يده، وهو ختم معروف منذ أيام الإنتداب ...

أبو المعاصم الليوسي، وتحسباً من توقيفه على أي حاجز أخر لجيش الغزو، ينفخ على الدمغة المطبوعة على بطن ساقه، خشية من اختفاءها نتيجة  ظاهرة التعرق في الحر الشديد لشهر حزيران/يونيو في حينها ...!!!

وصل أبو المعاصم الى "وادي البقاقيع"، حيث البلستينيو ووطنيو لبنانستان، فعمل على الفور على إخفاء تلك الدمغة، ومن ثم ازالتها بالبصاق على ساقه.... لكن، ولسوء حظه، فضحه من كان معه، فضيحة مطنطة...

وهكذا، كانت المرجلة، فوصل أبو المعاصم بسلام الى وادي "البقاقيع"، الى حضن الأمان، بعد أن ترك من كان يُفترض بأنه قائدهم يعاركون ويقاتلون جيش الاحتلال وحدهم...

ستر عليه من يَستُر، وغطى عليه من يُغطي، فكيمياء الصفراوي تحتويه، حيث الكورونا واحدة وتناولوا لقاحها الأمريكي قبل فوات الزمن منذ ذاك الحين، وبالتالي لاحساب، ولا مُسألة، ولاهم يحزنون ... وهكذا حقق أبو المعاصم الليوسي معادلته المرادة : "إنتصار الجبان"...

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت