حين ترتشف قهوتك برائحة الشتاء..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  •  عطا الله شاهين

 للشتاء جو مميز رغم برده.. ترتشف قهوة الصباح على شرفة تطل على شوارع خالية.. ترى سيارات مسرعة تسير تحت المطر..ترى ضبابا كثيفا في الجو الماطر يغطى جبالا لطالما اشتقت لتصعد إليها...
تعتاد في جو الشتاء على لمة العائلة حول المدفأة.. حول المدفأة أطفال يستدفئون .. في جو الشتاء تعتاد على صوت التلفاز المرتفع.. تسمع صوت حين يضرب المطر زجاج النوافذ.. فللشتاء جو مميز حتى القهوة لها رائحة المطر.. ترتشف القهوة على شرفة وتدخن سجائرك بعيدا عن الأطفال الذين يستمتعون بدفء المدفأة....
 تشرب قهوتك بتمهل، وتشم رائحة المطر، رغم ارتعاشك من البرد، الا أنك تحب رؤية المطر.. بعد دقائق من انتهائك لاحتساء القهوة تعود وتجلس مع العائلة أمام المدفأة، وتضع بطانية على جسدك، وتتمدد على أريكة.. تشاهد اخبارا عبر شاشة التلفاز، وترى ماذا يحدث في العالم من أحداث محزنة .. تحزن حينما ترى أطفالا يعيشون في خيم اضطروا للسكن فيها بسبب الحروب وباتوا لاجئين على حدود دولتهم.
تقول: جو الشتاء رائع، ولكن أجمل ما فيه رائحة القهوة، التي أشمم منها رائحة المطر.. تستدفئ من الجو الدافئ وتنعس، وتنام على الأريكة .. تستيقظ على رائحة القهوة، ترتشفها على الشرفة .. تخرج من بيتك وتشم رائحة الشتاء..تقود سيارتك بتمهل، كي تصل سالما الى مكان عملك.. تجلس على مكتبك، وترتشف مرة أخرى قهوتك قبل أن تبدأ عملك.. تعود الى منزلك عند المساء منهكا.. تتناول وجبة الغداء، وتطلب قهوة، وتشربها على الشرفة كالعادة، وتشم من على الشرفة رائحة المطر..
 تقول ما أجمل جو الشتاء رغم برده !...

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت