اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو روسيا بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات حكومية أميركية ووكالات أمنية، خلال الفترة الماضية.
وقال بومبيو يوم السبت: "من الواضح جداً أن روسيا تقف وراء الهجمات الإلكترونية الكبيرة"، وذلك على الرغم من النفي الروسي على لسان المتحدث باسم الكرملين، الأسبوع الماضي.
وقال بومبيو، في تصريحات لبرنامج "ذي مارك ليفين شو": "الآن يمكننا أن نقول بشكل واضح جداً إن الروس يقفون وراء ذلك الهجوم"، مشيراً إلى أنه لا يمكنه ذكر المزيد عن تفاصيل الاختراق، لأن التحقيقات لا تزال جارية.
ويعد بومبيو أرفع مسؤول أميركي يتهم الحكومة الروسية صراحة بتدبير الهجمات، على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان، في وقت سابق، قد أعرب عن شكوكه في أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016، لكنه لم يتطرق إلى هذه القضية علناً.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي في الوقت الذي لا تزال فيه وكالات الأمن الأميركية تعمل على معرفة نطاق الهجمات التي تم الكشف عنها في نهاية الأسبوع الماضي.
وتعرضت وكالات ومؤسسات حكومية أميركية، من بينها وزارتا الخزانة والتجارة، لهجمات إلكترونية.
كما طال "الهجوم الإلكتروني الكبير" وزاراتي الأمن الداخلي، وأفادت مصادر أميركية مسؤولة بأن وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي الوطنية، اللتين تحتفظان بمخزون الأسلحة النووية في الولايات المتحدة، تمتلكان أدلة على أن متسللين إلكترونيين اخترقوا شبكاتهما، كجزء من عملية اختراق واسعة النطاق أثرت في نحو 6 وكالات فيدرالية.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن المعاهد الوطنية للصحة الأميركية انضمت إلى قائمة الضحايا المعروفين، الذين طالتهم عملية الاختراق. كما نقلت عن مصادر من شركة "سولار ويندز" أن القائمة قد تشمل وزارة الدفاع الأميركية والبيت الأبيض.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الخميس، عن قلقه إزاء حملة التسلل الإلكتروني التي أصابت شبكات تابعة للسلطات الأميركية في الآونة الأخيرة.
واعتبر بايدن في بيان أن مسألة الاختراق "مقلقة جداً"، متعهداً باتخاذ إجراءات سريعة في الرد بمجرد أن يتسلم ولايته في الـ20 من يناير المقبل.
وأعلن مجلس الأمن القومي الأميركي، الثلاثاء الماضي، تأسيس وحدة لتنسيق الأمن السيبراني، لضمان مواصلة توحيد الجهود في أنحاء الولايات المتحدة، لمواجهة الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة.
وأكدت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية أنها أصدرت "توجيهاً طارئاً"، طالبت فيه الوكالات المدنية الفيدرالية بمراجعة شبكاتها وقطع الاتصال بمنصة "سولارويندز أوريون"، بعد اختراق روسي مشتبه به لوزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين.
وكانت مصادر مطلعة أبلغت وكالة رويترز، بأن متسللين يُعتقد أنهم يعملون لحساب روسيا، تجسسوا على رسائل البريد الإلكتروني الداخلية بوزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين، وهناك مخاوف من أن تكون عمليات التسلل التي اكتشفت حتى الآن ليست إلا "قمة جبل الجليد". إلا أن الكرملين، رفض اتهامات واشنطن بتورط قراصنة روس في هجمات سيبرانية.
من جانبه، رفض الكرملين، الاثنين الماضي، اتهامات واشنطن، ونفى ديمتري بيسكوف -المتحدث باسم الكرملين- هذه المزاعم، قائلاً إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على الولايات المتحدة سابقاً التعاون في مجال الأمن السيبراني، ولكنه لم يتلقَّ رداً".
وتابع: "إذا كانت هناك هجمات لعدة أشهر، ولم يتمكن الأميركيون من فعل أي شيء حيالها، فمن غير الجيد إلقاء اللوم على الروس على الفور بلا أساس أو دليل. لا علاقة لنا بالهجوم".
وطالت الهجمات دولاً أخرى، إذ اتهمت في وقت سابق من هذا الشهر، وكالة الاستخبارات النرويجية، مجموعة قراصنة روس بالوقوف خلف هجوم إلكتروني تعرّض له البرلمان النرويجي في وقت سابق من هذا العام، مؤكدة ارتباطها بالاستخبارات العسكرية الروسية.
ومع مطلع العام، اخترق متسللون 30 مؤسسة على الأقل منها وزارات وسفارات وأجهزة أمنية، إضافة لشركات ومنظمات أخرى، وفقاً لمراجعة أجرتها رويترز لسجلات الإنترنت العامة.
وأظهرت السجلات أن من بين ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية، ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية.
ورجح ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار في الغرب، أن الهجمات التي استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط، من تنفيذ متسللين يعملون لصالح الحكومة التركية.
وأعلنت شركة مايكروسوفت أن أكثر من 40 مؤسسة من عملائها في جميع أنحاء العالم، كانوا ضحايا هجوم إلكتروني واسع النطاق كشف عنه مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع، استهدف شبكات تابعة للسلطات الأميركية في الآونة الأخيرة.
وقالت شركة التكنولوجيا الأميركية إن 80% من الضحايا في الولايات المتحدة، بينما البقية في 7 دول أخرى، تشمل: كندا، والمكسيك، وبلجيكا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، وإسرائيل، والإمارات، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتوقع رئيس مايكروسوفت، براد سميث، استمرار زيادة عدد ومواقع الضحايا، لافتاً إلى أن الشركة عملت على إخطار المؤسسات المتضررة.
وكتب سميث: "يمثل الهجوم للأسف اعتداءً واسعاً وناجحاً يقوم على التجسس على المعلومات السرية للحكومة الأميركية، والأدوات التقنية التي تستخدمها الشركات لحمايتها".
وأضاف: "الهجوم مستمر ويجري التحقيق فيه بشكل نشط، والتصدي له من قبل فرق الأمن السيبراني في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك مايكروسوفت".