اليرموك ومحنة إعدامات 18 تموز 1963

بقلم: علي بدوان

احمد الشقيري عقب تأسيس ج ت ف وانضمام عدد كبير من الكتيبة 68 لعديد الجيش
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

عاش مخيم اليرموك لحظات صعبة في الثامن عشر من تموز 1963 مع فشل العملية الإنقلابية التي جرت في سوريا التي قادها العقيد جاسم علوان، عندما تم الزج من خلالها بعدد من الفلسطينيين المنضوين في إطار كتيبة الإستطلاع الخارجي (كتيبة الفدائيين 68) وبالتحديد إحدى سراياها التي كانت تتواجد قرب رئاسة هيئة الأركان بدمشق، وكانت مهمتها تتبع في حينها لسلاح الإشارة في الجيش العربي السوري .

العملية الإنقلابية فشلت على الفور، وقد جائت كما قال قائدها العقيد جاسم علوان بهدف إعادة الوحدة بين سوريا ومصر بعد الإنفصال. وقد آدى فشل تلك العملية الإنقلابية لإعتقال عدد من العسكريين الفلسطينيين المشاركين بتلك العملية وتطويق مخيم اليرموك لإلقاء القبض على الفارين منه، في حين فرت غالبيتهم إلى لبنان وأختبئوا بالسفارة المصرية التي عملت على ترحيلهم بحراً بإتجاه مصر. كما الحال في صفوف السوريين. والتفاصيل كثيرة ومتشعبة في هذا المضمار.

تم احالة المعتقلين الى المحكمة العسكرية، وإعدام عدد كبير من المشاركين في العملية الإنقلابية الفاشلة، من سوريين وفلسطينيين، والذين تم إلقاء القبض عليهم، رمياً بالرصاص في سجن المزة العسكري في دمشق يوم 18/7/1963. حيث تشير المصادر المختلفة بأن عدد من تم إعدامهم وصل لنحو تسعين شخصاً منهم إثنا عشر فرداً من الفلسطينيين السوريين من أعضاء إحدى سرايا (الكتيبة 68) التي جرى توريطها بالعملية الإنقلابية وغالبيتهم من مخيم اليرموك، وهم : أحمد منصور، لطفي قادرية، سليمان حمادي الشاويش، عيسى محمود عيسى، أحمد ياسين مفلح، محمود الهندي، مصطفى إبراهيم حميد، يوسف محمد عطا الله، صالح شعبان محمود، علي أبو عيسى، محمد عبد الهادي، عبد الكريم عبد الله الأخضر. وفر أكثر من أربعين عنصراً من السرية ذاتها إلى مصر عبر لبنان، بعد أن أدانتهم المحكمة الميدانية العسكرية برئاسة العميد صلاح الضلي بالمشاركة في الحركة الإنقلابية الفاشلة التي قادها العقيد جاسم علوان.

وعاد معظم الفارين إلى مصر من السرية ذاتها في (الكتيبة 68) عام 1968 إلى سوريا بعد صدور قرار بالعفو العام عن جميع الذين غادروا سوريا بعد المشاركة في حركة إنقلاب تموز 1963 الفاشلة، ومنحهم رواتبهم كاملة عن الفترة التي غابوا فيها عن سوريا في مصر.

 وعادوا بعدها إلى الأردن، والتحقوا في صفوف الجبهة الشعبية، وحركة فتح، ومنظمة الصاعقة، وجيش التحرير الفلسطيني، وبقيت باقي سرايا الكتيبة في عداد مرتبات الجيش العربي السوري.

وفي هذا المجال يمكن إيراد الواقعة المعروفة عام 1969 عندما أوعز الرئيس عبد الناصر إلى جميع الناصريين من المبعدين والفارين من العسكريين السياسيين الفلسطينيين من مرتبات السرية التي شاركت بالعملية الإنقلابية الفاشلة من (الكتيبة 68) التي قادها العقيد السوري جاسم علوان في 18/7/1963، طالباً منهم الإلتحاق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث العلاقة الإيجابية التي كانت تربط بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والدكتور جورج حبش، الأمر الذي تحقق عندما قامت طائرة عسكرية مصرية بنقلهم من القاهرة إلى بغداد ومن ثم إلى العاصمة الأردنية عمان بطريق البر، وعاد جاسم علوان من القاهرة إلى دمشق في نيسان/إبريل 2005 بعد غياب دام أربعة عقود ونيف.

الصورة (احمد الشقيري عقب تأسيس ج ت ف وانضمام عدد كبير من الكتيبة 68 لعديد الجيش).

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت