- عبدالحميد الهمشري - كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
هذه المدرسة معلمٌ تُركي عثماني من معالم مدينة طولكرم وفلسطين التاريخية البارزة ، تقع في شارع يافا قرب جامعة خضوري التقنية ، وهي إحدى أهم وأعرق مدارس الوطن الفلسطيني المتميزة المهمة لتفوق خريجيها ، تأسست عام 1882م، ، استخدم مبناها بداية كمعسكر للجيش العثماني ودباباته ، ولاحقاً كمعسكر للجيش البريطاني ، تلقب لعراقتها بـ"أم المدارس".
بدأت كمدرسة حكومية ابتدائية عام 1888م باسم "المدرسة الأميرية" وتحولت لـ "مدرسة طولكرم الإعدادية" في عام 1918م ومن ثم تطورت لثانوية حيث أطلق عليها مدرسة طولكرم الثانوية ، وفي نهاية عام 1950م تم استبدال اسمها لتصبح "المدرسة الفاضلية الثانوية للبنين"، تخليداً لاسم القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الذي كان وزيراً لدى صلاح الدين الأيوبي.
في عام 1925م قام الشاعر خليل مطران بزيارتها وألقى قصيدة قال فيها:
إنا وجدنا وقد طال الزمان بنا
في طولكرم رجال الطول والكرم
حياهم الله ما أزكى شمائلهم
وما ألذ الذي فيهم من الشيم
خرّجت هذه المدرسة كوكبة ضخمة من العلماء والقادة ورجال السياسة والوزراء والسفراء والمسؤولين الذين تبوّأوا مناصب مرموقة على المستويين الفلسطيني والعالمي يشار لهم بالبنان ، ومن أبرزهم الشاعر الفلسطيني أبي سلمى الكرمي، ود. علي حسن نايفة، عالم و بروفسور في الهندسة الميكانيكية، ود.منير نايفة، عالم ذرة، ود.عدنان نايفة، رئيس جامعة الزرقاء في الأردن، ود.عماد أبو كشك، رئيس جامعة القدس في أبو ديس، والشهيد زهير محسن وهو سياسي فلسطيني وقامة وطنية اغتاله الموساد في مدينة "كان" جنوب فرنسا عام 1979م، والشهيد المناضل إحسان قاسم الحاج سمارة من مواليد قرية سفارين قضاء طولكرم عام 1931م ، و د. محمود الهمشري، - ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، و من المناضلين الأوائل في حركة فتح، وقد استشهد على اثر عملية تفجير في هاتف منزله اعدها جهاز الموساد الصهيوني في العاصمة الفرنسية باريس عام 1973م، والكاتب الكبير د. وليد سيف والذي أبدع في التغريبة الفلسطينية وغيرهم الكثير من القامات العلمية والوطنية.
وللعلم فقد تخرجت منها عام 1967 ، وقدمت آخر امتحان لي بها في اليوم الذي ابتدأ فيه العدو الصهيوني عدوانه على دول الطوق العربية عام 1967 حيث خرج الطلاب من قاعة الامتحان على وقع القصف المدفعي الذي ابتدأت به قوات العدو بقصف المدينة كونها من المناطق الحدودية في الساعة التاسعة صباحاً.
[email protected] .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت