- بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 22 كانون الأول / ديسمبر 2020.
تحتل القضية الفلسطينية لدى الامة العربية وشعوب العالم اجمع موقعا مهما على صعيد الاهتمام السياسي والإعلامي وتحتل اهمية كبيرة بالتوجهات السياسة والدبلوماسية كونها قدمت التضحيات عبر تاريخ الصراع الصهيوني العربي، مما كان لها الاثار في تفعيل مواقفها الايجابية كونها قضية عادلة تعبر عن اماني وتطلعات الشعب الفلسطيني وتحمل همومه مما منحها القوة في التصدي لتلك المؤامرات الهادفة الي النيل من حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، ووضع حد لتلك المؤامرات التي سعت الادارة الامريكية برئاسة ترامب والمنتهية ولاياتها وسلطات الاحتلال لتمريرها عبر ما يسمى بصفقة القرن الامريكية خلال عام 2020 حيث كان الموقف الفلسطيني واضحا بعدم الانصياع للضغوط الأميركية التي تريد فرض رؤيتها والمتناقضة من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والأمة العربية سواء في فلسطين أو الجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية، كما ظهر مؤخرا من قبل إدارة ترامب بتجاوز قرارات الشرعية الدولية بما فيها مبادرة السلام العربية التي هي جزء لا يتجزأ من قرار مجلس الأمن 1515.
وهنا لا بد من التعامل بايجابية تجاه التصريحات الايجابية التي أعلنها الرئيس الأميركي المنتخب ونائبته بإعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ورفض الضم والاستيطان وإعادة المساعدات بأشكالها المختلفة للشعب الفلسطيني، بما فيها دعم الأونروا وحل الدولتين، والتي تشكل بمجموعها نقيض صفقة القرن، وإن توجهات القيادة الفلسطينية تنطلق من خلال قاعدة العمل الايجابي مع الادارة الامريكية المنتخبة واستعادة العلاقات التي دمرها ترامب وافقدها محتواها إذا ما نفذت هذه الادارة ما أعلنته، والانطلاق للعمل مع المجتمع الدولي لأحياء عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال عقد مؤتمر دولي بمشاركة الرباعية الدولية وتوسيع المشاركة به تحت مظلة الأمم المتحدة واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخاصة مع بوادر سقوط صفقة القرن، وإسقاط مخطط الضم ورسالة التزام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالاتفاقات الموقعة كإطار قانوني للعلاقات بين الجانبين وما يتعلق بقضايا الحل النهائي وحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه المحتلة منذ عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها وحل قضية اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194.
المرحلة المقبلة تحمل بوادر ايجابية لا بد من تطويرها والبناء عليها وعدم ترك الساحة السياسية العربية فارغة لعلاقات قائمة ومفتوحة مع الاحتلال بدون التأثير عليها ووضع النقاط على الحروف وأهمية العمل العربي المشترك ودعم تلك الجهود الدبلوماسية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية حيث كانت في الاتجاه الصحيح والوقت المناسب، وان المرحلة المقبلة تطلب ضرورة الانطلاق للعمل مع الجميع وفي المحيط العربي لإعادة صياغة الاستراتجية العربية وضمان التواصل بين مختلف الاقطار العربية من اجل الخروج بموقف عربي موحد وشامل تجاه عملية السلام والعلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي والسعى للعودة الي مفاوضات حقيقية من خلال العمل المشترك مع المحيط العربي والدولي، وخاصة في ظل المتغيرات التي شهدها العالم بكل انعكاساتها المتوقعة على العلاقات الدولية بما فيها الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية خاصة، بعد الإعلان الرسمي عن خسارة الرئيس الأميركي ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي طرح ما يسمى «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التنكر لقرارات الشرعية الدولية القائمة على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عليها وعاصمتها القدس الشرقية.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت