شميم هوا ... وقطيف ورد (قصة قصيرة)

بقلم: علي بدوان

لينين
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

(قصة قصيرة)

قهقهة (لينين فوتوكوبي الفلسطيني)  ... قهقهة عالية...

طالب بالديمقراطية داخل إحدى مؤتمرات حزبه اليساري ... أو حزبه المتأيسر ... سيان..

وقف وصرخ، وارتفعت نبرة صوته، حتى بلغ تواترها رقماً عالياً، وبطول موجاتها القصيرة ..

جاء منشقاً من حزبٍ يساري كبير، ليناضل ( يناضل : سلم لي على نضاله ..!) في مجموعة يسارية صغيرة، لم تلبث أن تفتت وتفككت ...

مُتشبها بــ (فلاديمير ايليتش لينين)، بحركاته وقفزاته، واشارات يديه واصابعه، وبطاقية الـــ (الكاسكيت) ... طارحاً موضوعات لينين حول الديموقراطية البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا ...

ذهب (لينين فوتوكوبي الفلسطيني)، في حله وترحالة الى حزبه المتأيسر الجديد، مقيماً في بلاد الشقر وأصحاب العيون الزرقاء... إقامة نضالية، نعم إقامة نضالية ... (تصوروا ..!!!)...

عشق تلك القامات في تلك البلدان، وشعرها الأشقر والعيون الزرقاء، فجمع بين التأيسر وعشق الحب ... فالحب حق اليساري ... والنضال يحتاج للحب ...

فكان شميّم هوا ... وقطّيف ورد ...

وبعد غزو هولاكو لبنانستان صيف العام 1982، عاد الى مرابعه بقرارٍ أجبر عليه ...

ليعتقد نفسه بأنه المُنظّر ومتفتقاً بعبقرية ماكتب بعنوان "برومير الثامن عشر للويس نابليون"...

فاقام باليرموك .. لكنه اشمئز منه ـــ من اليرموك ــــ على حدٍ تعبيره، في مذكراته التي دوّنها بعد دخوله الى (أرض الله) في بلاد االبلستينيو ..

مذكراته محشوة بالفبركات ... وصولاً حتى لخروجه من صف يساره وتسكُعهِ في بلاد البلستينيو...

(لينين فوتوكوبي الفلسطيني)، المتقهقه الدائم، نتاج مراحل متتالية، انجبها يسار مُحدَّدَ، منشق ومخصي، انتهى مفعوله ومفعول أدواته البشرية ... وبات فاقد للصلاحية ...

بالفعل، أديش شعبنا تعتر بتلك النسخ الكربونيةِ، المشوهةِ، التي اعتاشت على جهد المكافحين الحقيقيين، من أبناء المخيمات، ومنهم مخيم اليرموك المُثخن بالجراح...وأديش عانى ومازال يعاني شعبنا من تلك الحالات المستنسخة وكانه لايكفيه سياط وتنكيل النظام الرسمي العربي ...

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت