نظم نادي السينما بجمعية مركز غزة للثقافة والفنون عرضاً سينمائيا ،للفيلم الوثائقي بعنوان " خيوط من حرير "، للمخرجة للمخرجة ولاء سعادة، بحضور عدد من المثقفين والنشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، وذلك بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، ضمن فعاليات عروض "يلا نشوف فيلم"ضمن مشروع تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين"، وتمويل مساعد منCFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.
و افتتحت ميسرة الورشة سناء جبر اللقاء بتقديم تعريف عن المشروع والنشاط واهمية العلاقة مع مؤسسة شاشات سينما المرأة وبعد العرض مباشرة فتح باب النقاش بمشاركة الحضور وتنوعت المداخلات والاراء للجمهور.
وقدم الفيلم قصص ومعاني يحملها الثوب الفلسطيني كما وعملت المخرجة على توثيق بعضاً من الحكايات الشعبية الفلسطينية المطرزة بخيوط الحرير على قطع قماش ليكوِّن الثوب الفلسطيني، الثوب الذي تمسكت به النساء كامتداد لقصصهم التي عاشوها قبل النكبة والتهجير و توثق هذه الأثواب التراث الحضاري والفلكلوري الفلسطيني، بما فيها من المدن ذات الطابع الجبلي وتلك ذات البيئة الساحلية والبيئة البدوية، وكذلك الطبيعة من أشجار السرو وعرق الدوالي (ورق العنب)، والتنوع الجغرافي، النهر والجبل والتل، لتتزين بها العرائس جيل عن جيل في أفراحهن ومناسباتهن.
ويطرح الفيلم قصة سيدتين بدويتين في غزة بدأتا التطريز منذ نعومة أطرافهن، لينتقل معهن لاحقا إلى مكان آخر ويبقى حافظاً لذكرياتهما.
وبين الحضور ان رؤية المطرزات يوميا نشاهدها في حياتنا العامة وتمسك جماهير شعبنا بالتراث دام وموجود في الحياة الفلسطينية ، الا أن هناك تداخل كبير ما ينتج يدوياً على أيدى سيدات ونساء فلسطين وما يتم انتاجه بشكل تجاري من خلال الماكينات والمصانع بشكل مختلف من حيث رقم استخدام الخيوط بألونها فلكل خيط رقم وسمه تميزه عن غيره ومعرفه النسوة بهذه الأولوان وحفظ أرقامها عن ظهر قلب يؤكد تمسك نسائنا بالتراث ويجدد محاولاتهم الفردية في الحفاظ على موروث ثقافي في ظل مواجهة صعوبات الحياة وتجربة "أم فرج" ذات التسعين عاماً وهى لا زالت تتمسك بخبرتها وتنقلها لبناتها واحفادها .
كما عبر الحضور عن إعجابه بتلقائية الحديث الذي كان يدور بين النسوة حول استخدام الخيوط وطبيعة كل نقله من نقلات الثوب والغرز المستخدمة بما تحمله من رموز كنعانية وتراثية قديمة والابراز المختلف لطبيعه بعض المناطق الريفية الفلسطينية ذات الطبيعه المميزه بعيداً عن الكتل الإسمنتية التي يتميز بها قطاع غزة بعد الاجهاز على الأراضي الزراعية التي باتت نادرة الوجود في قطاع غزة في ظل الكثافة السكانية اللامتناهية.
الجدير بالذكر أن جمعية مركز غزة للثقافة والفنون هو مؤسسة غير هادفة للربح تأسس عام 2005، ويسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.
و"شاشات سينما المرأة" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة. وقد حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.