اعتبرت مؤسسة القدس الدوليّة اتفاقُ التطبيعِ بين المغربِ وإسرائيل "عارٌ لا يمثّلُ أصالةَ المغاربة وتضحياتِهم"، داعية القيادةَ المغربيةَ إلى التراجعِ الفوريِّ والتنبُّه من ملاقاةِ مصيرِ "الخزيِ والعار".
جاء ذلك في بيان صدر عن المؤسسة هذا نصه:
في خطوةٍ شاذّةٍ عن تاريخ الشعبِ المغربيّ، وقيمِه، وثوابتِه، وقّعَ مسؤولون مغربيّون، وإسرائيليّون، وأمريكيّون في 22/12/2020 على اتفاقٍ لتطبيعِ العلاقاتِ بين المغربِ والاحتلالِ الإسرائيليّ. جاءتْ هذه الخطوة بعد الإعلانِ رسميًّا في 10/12/2020 عن إعادةِ العلاقاتِ بين المغربِ والاحتلالِ الإسرائيليّ، في مقابلِ اعترافِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّة بسيادة المغرب على الصحراءِ الغربيّة، وإبرام عددٍ من الاتفاقيّات في مجالاتٍ مختلفة. إنّنا في مؤسسةِ القدسِ الدوليّة، وإزاء هذا التطوّر الخطيرِ نؤكّدُ الآتي:
1) ندينُ هذا السقوطَ نحوَ هاويةِ التطبيعِ، الذي أقدمَتْ عليهِ القيادةُ في المغربِ، ونرفضُ استغلالَ شمّاعةِ "دعمِ القضية الفلسطينيّة"، لتبريرِ هذا السقوطِ المُشين؛ لأنّ التطبيعَ في حقيقتِه طعنٌ للقضية الفلسطينيّة، وخيانةٌ لنضالِ الشعبِ الفلسطينيّ، وغطاءٌ للعدوِّ الإسرائيليّ ليواصلَ جرائمَه بحقِّ الشعبِ، والأرضِ، والمقدّسات في فلسطين المحتلّة.
2) نؤكدُ أنّ رهانَ القيادةِ في المغربِ على الولاياتِ المتحدة الأمريكيّة للحصولِ على شرعيّةٍ في قضية داخليّة هي الصحراء المغربيّة هو رهانٌ خاسرٌ؛ لأنّ أمريكا ما تدخّلتْ في شؤون البلادِ الداخليّة إلا كانتْ عاملَ تفجيرٍ وتفكيكٍ وفتنةٍ؛ فليس من مصلحتِها وجود دولٍ متماسكة، بل مفكّكة ضعيفة محتاجَة إلى دعمِها، وحمايتِها. وما زادَ الأمرَ سوءًا تلك المقايضة غير المقبولة بين الحصولِ على شرعيةِ أمريكا في شأنٍ داخليّ مغربيّ، وطعنِ القضية الفلسطينيّة بخنجرِ التطبيع.
3) نؤكّد أنّ هذا السقوطَ في مستنقعِ التطبيعِ لا يمثلُ الشعبَ المغربيّ الأصيل، صاحبَ الحضورِ الإيجابيّ الفعّال في تاريخِ فلسطين، وشعبَ الشهداءِ الذين ارتقَوا من أجلِ تحريرِ القدسِ أيام القائد صلاح الدين الأيوبيّ، وتشهدُ حارةُ المغاربةِ التي أزالَها الاحتلالُ الإسرائيليُّ الحاقدُ من القدسِ القديمةِ بمحاذاةِ المسجدِ الأقصى، على عظيمِ التضحياتِ التي قدّمها المغاربة من أجلِ عزّةِ القدسِ، وحريّتها، وهويتها، وعلى عميقِ الارتباطِ الوجدانيّ والدينيّ بين المغاربة والقدس.
4) نثمّن موقفَ المؤسساتِ والهيئاتِ المغربيّة التي قالتْ كلمتِها، ورفضتْ عارَ التطبيع، وأكدّت وقوفَها القوليّ والفعليّ إلى جانبِ قضية فلسطين، وقضايا الأمة التي يسعى التطبيع إلى إخضاعِها، وتفكيكِها. وندعو كلّ أطيافِ الشعبِ المغربيّ إلى مزيدٍ من التحرّكات، والفعاليات التي تبرِزُ حقيقةَ الموقفِ المغربيّ الأصيل، وترفعُ الغطاءَ عن أيّ مسؤولٍ سياسيٍّ يقامرُ بتاريخِ المغاربة، ويلقي به في مستنقعِ التطبيعِ المخزي.
5) نطالبُ الحكومةَ المغربيّة، وحزبَ العدالة والتنمية خصوصًا إلى مراجعةٍ واعيةٍ عميقةٍ وجريئةٍ؛ لوقف هذا التدهورِ الأخلاقيّ والسياسيّ الخطيرِ الذي حصلَ بتوقيعِ اتفاقِ التطبيعِ مع عدوّ فلسطين والأمّة، وتصحيحِ الخطيئةِ التي اقُترِفَتْ بعد سَوْقِ مبرراتٍ لا تقلُّ سوءًا عن التطبيعِ نفسِه، وندعو الحكومةَ والحزبَ إلى إدراكِ حقيقةٍ تاريخيّة تؤكد أنّه ما منْ أحدٍ تاجرَ بفلسطينَ، وقامرَ بقدسيّتِها، وغامرَ مع أعدائِها ضدّها بزعمِ دعمِها إلا كان مصيرُه الفشلَ، والسقوطَ، والخزيَ، والعارَ، فحذارِ من ملاقاةِ المصيرِ نفسِه، فسُننُ التاريخِ لا تحابي أحدًا، حتى لو كانتْ نيّتُه سليمة، ولكنّ فعلَه يناقضُ حقَّ اللهِ وأمّة العروبة والإسلامِ الحصريّ بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.