القائد الذي (تشقرقت) وجنتيه ... والصبي رائد السياحة الفصائلية (قصة قصيرة)

بقلم: علي بدوان

اليساري المشقرق
  • علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

الأصفر : أراد الأصفر، المُولع بكيمياء الحب والكراهية، أن يدفع بـــ (الصبي)، الذي وجده كتحفة. فاعطاه من من زاده كل مايريد، ودفعه للسفر، بعد فشله في نيل إجازة جامعية من كلية الحقوق بجامعة دمشق رغم سنوات قضاها بالجامعة، فدفعه مرة للدراسة، ومرة ثانية لدورة مطولة بعد فشله التالي بالدراسة، بل ومنحه موقعاً قيادياً، بينما كان يقول الشخص الأصفر بأن هذا الموقع "يحتاج لحراثة وعملٍ مضني على الأرض".

الصبي :  لكن هذا (الصبي)، لم يُعير الموقع القيادي أهمية، بل وجد ضالته، والتقط مراده، في صنعة تَدُرُ عليه المال والإكتساب عبر العمل ليس كــ (حامل شنطة)، بل العمل بين الحانات، وتسفير فرق الــ (الستربتيز) الى إمارة نفطية، نقلاً من عاصمة للشقراوات التي بدأت لتوها بالإنفتاح.نعم "يساري" كما يدعي في أخر (فتلة) فصائلية له، يمتهن قيادة فرق "ستربتيز"، ويجد من يصفق له من قيادي أصفر، حاقد وموتور. وكان أخر (فتلاته) في سياحته الفصائلية قبل ولوجه لليسار المخصي، ان عمل مع عبد الفتاح غانم صاحب الإنشقاق الكاريكاتوري في 17/1/1984، عندما كلفه (أبو الأداهم) بالعمل وجلب المعلومات مقابل البديل النقدي ... 

الأصفر : القائد ـــ ولاتقرفوا ـــ المولع بكيمياء الحب، وبعد عدة سنوات، من عمل (الصبي) بين عاصمة الشقراوات، والإمارة النفطية، يلتقي (الصبي) عندما زاره في مكتبه، فينتعش، وكما يُقال يبدأ وجهه بالتحوّل من (الصفار) الى (الشقرقة) ... معتقداً بأن (الصبي/الملاك عنده) سيعود ملتزماً الى السرب المتأيسر. وهو يعلم بقرارة نفسه أي تربية تم سكه بقالبها.

الصبي : البحر يموج، وسفن تهريب الناس، وبالفلوس تنشط بداية المحنة السورية، من الإسكندرية باتجاه إيطاليا، واوربا عموماً. وهنا ينطلق (الصبي) ليدفع بزوجته وأطفاله الى البحر ويغامر بهم، ليجلس في حانات القاهرة منتظراً : (لم شمل) أو (شم النمل) ... لايهم ... المهم أنه لن يغامر بشخصه في البحر، بل بالزوجة والأطفال ...وكذا عمل غيره مثله عندما دفعوا بالزوجات والأطفال لركوب البحار وانتظروا منهم "لم الشمل". وفي السويد، عند ناديا السويدية، العربية الأصل، يدوّن سيرته بعد (لم الشمل ووصوله بالطائرة)، فيكتب : لم اتعاط السياسية بحياتي، ولم اغادر سوريا، سوى نتيجة المحنة. ولا أعرف أي جهة سياسية.

 

الصبي تنكر حتى لإنتماءه الإسمي المهزوز، وهو الذي دار (فتلة) في سياحته الفصائلية على كل التنظيمات، فكان عندما يغادر تنظيم نتيجة تراجع المكاسب، يتجه للأخر... (فهل نذكر أسماء تلك الفصائل التي فتل عليها في رحلة اسماها البعض سياحة فصائلية)...

(صبي) لم يعرف الإلتزام في وجدانه وضميره، بل عرف كيف يستثمر ويستفيد في العمل الوطني، ليحلب بقرة المنتوج حتى يجف ضرعها.

ياحسرةً على شعبنا، من هؤلاء... ياحسرةً على شعبنا من بشرٍ أوغلوا في الخراب الداخلي... ياحسرةً على شعبنا من بشرٍ لايهمهم اشعال القضية بنار سيكارة كي ينتعشوا عليها...

 

 

 

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت