مقام النبي موسى ما بين الرمزية الوطنية والدينية اوالسياحة الترفيهية

بقلم: عبد الرحمن القاسم

مقام النبي موسى
  • عبد الرحمن القاسم

جغرافيا

يبعد مقام النبي موسى عن طريق القدس-أريحا التاريخي كيلومترا واحدا، ويبعد نحو 200 متر عن المنطقة العسكرية الاحتلالية المغلقة منذ عام 1967م والتي تمتد من شمال البحر الميت إلى جنوبه على حدود الخط الأخضر وبعمق يتراوح ما بين 10-15 كلم.ويصنف داخل ابنية المقام انه منطقة "ا " وفقا لملاحق اتفاقية اسلو الموقع ما بين فلسطين وسلطات الاحتلال ويخضع لولاية السلطة الوطنية واشراف وزارة الاوقاف والشؤون الدينية.

تاريخيا

يعود تاريخ مقام النبي موسى إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، وليس له علاقة بالنبي موسى الذي لا يعرف له قبر وفقدت آثاره على جبل نبو في الأردن، وفقاً للعهد القديم. ويضم مقام النبي موسى الآن إضافة للقبر والمسجد عشرات الغرف وإسطبلات للخيل ومخبزا قديما وآبارا، وتمتد في الخلاء حوله مقبرة، يدفن فيها من يوصي بذلك. وكانت بعض العائلات من خارج فلسطين تدفن موتاها في هذه المقبرة مثل عشيرة العدوان الأردنية، وتوقف ذلك بسبب الاحتلال ولا زالت وبعض العشائر البدوية الفلسطينية تدفن من يوصى ان يدفن جثمانه هناك "تبركا"

وكانت تستعمل غرفة العائلات التي كانت تأتي من شتى المناطق الفلسطينية لتشارك في موسم النبي موسى،والذي تتزامن إقامته مع اعياد الفصح المجيد اوائل شهر نيسان من كل عام

]ويقال: إن الذي بنى المقام هو القائد المملوكي الظاهر بيبرس فقام ببناء المسجد والأروقة عام 1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي، ولم تتوقف عمليات إعماره والإضافة إليه حتى العهد العثماني

في التاريخ الفلسطيني المعاصر، ارتبط مقام النبي موسى بالزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني، حيث كان يقود المواكب التي تأتى من كل مناطق فلسطين، تسبقها المسيرات الشعبية، وفي كل منطقة تمر منها المواكب، يخرج أهلها للانضمام إليها، وبعد أن تمكث الوفود في المقام وحوله فترة الموسم، تعود إلى القدس بموكب حاشد تنشد فيه الأناشيد الوطنية والدينية. ومنذ عام 1919م، قررت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية استثمار احتفالات النبي موسى للتحريض ضد الانتداب البريطاني الداعم للهجرة الصهيونية. وفي العام التالي 1920، خطب في الوفود القادمة من مختلف المناطق زعماء تلك الفترة أمثال موسى كاظم الحسيني وأمين الحسيني، وكان وصول وفد جبل الخليل إلى القدس، في ذلك العام الشرارة التي أطلقت ما عرف في التاريخ الفلسطيني المعاصرة بثورة العشرين.

حديثا اهتمت االسلطة الوطنية "وزارة الاوقاف والسياحة" به وحظي باهتمام وكالة الانماء التركية "تيكا" وبرنامج الامم الانمائي لاعادة تاهيل وترميم المقام وغرفه لييصبح لائقا اكثر في استيعاب واستقبال الموسم والزوار طوال العام.

ملخص القول

ان المقام يحمل رمزبة تاريخية منذ صلاح الدين الايوبي كمواقع استطلاع وتدريب للجند اقامها صلاح الدين في مدن فلسطينية مختلفة ابان الغزو الصليبي. ورمزية وطنية منذ ايام الحاج امين الحسيني والانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي بعده.

وبصراحة تامة لا يحمل قدسية دينية حقيقية سوى وجود مقام لاحد "الصالحين" وقبور من اوصوا بدفنهم هناك, رغم انني التقيت في مواسم احتفالات سابقة بحكم عملي كصحفي مع بعض الشيوخ واصحاب طرق صوفية مقتنعين او يرجحون قدسية المقام واحتمالية وجود مقام للنبي موسى عليه السلام. وتيقنت من المصادر التاريخية والحج "جوجل" بالضعف الشديد لتلك الروايات المقدسة للمكان.

وخلال الفترة الاخيرة وبعد ان تم ترميم الغرف والمقام كان هناك توجه لتنشيط المكان واستثماره دينيا وسياحيا ومحاولة تضمينه لشركات او مؤسسات مختصة بهذا المجال.

وهنا تبرز اسئلة واضحة وجلية وموضوعية وبهدوء عن شروط العقد والانتفاع من قبل الضامن والمحددة سلفا من قبل الوزارة المختصة بتضمين الموقع.

فاذا اعتبرنا المقام مجرد مزار ديني وتنشيط السياحة الدينية اكيد كل المظاهر والانشطة والفعاليات مقتصرة على الاناشيد والموسيقى الدينية والفن الملتزم ان جاز التعبير.

اما اذا اعتبرنا المكان سياحي ولتنشيط الحركة السياحية فلن تكون شروط مقتصرة على المشروبات الغازية والمشروبات الساخنة مرمية وبابونج ونعناع حتى وان اشترطت لن تستطيع منع الزائر او النزيل جلب او شرب الكحول, او تشترط نوع الموسيقي عربية او اجنبية ماجنة او ملتزمة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت