- بقلم : سري القدوة
الاثنين 28 كانون الأول / ديسمبر 2020.
تشكل مبادرة السلام العربية الحد الادنى الذي يجتمع علية الكل العربي في حدود الممكن تنفيذه وقد حظيت بالإجماع العربي والتأكيد على خيارات هذه المبادرة الداعية لعملية السلام، ومن اجل وضع حد للصراع التناحري في المنطقة العربية واللجوء الي خيار السلام في حدود الممكن لإيجاد حلول عملية وسلمية والدعوة الي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي عام 2002 وخلال مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية المنعقد في بيروت على مستوى القمة بدورته الرابعة عشرة اطلق الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربية للسلام في الشرق الأوسط بين الاحتلال الاسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية ويتلخص هدفها في إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال من هضبة الجولان المحتلة، ودوما سعت وعملت الجامعة العربية على تبني خيار السلام في ضوء العلاقات مع المجتمع الدولي حيث اكدت مؤتمرات القمة العربية على السلام العادل والشامل خيار استراتيجي يتحقق في ظل الشرعية الدولية وهذا يستوجب التزاما مقابلا تؤكده دولة الاحتلال، وتؤكد مبادرة السلام العربية على إعادة الحقوق الفلسطينية الي اصحابها على أساس القرارات الدولية وإنهاء الاحتلال والانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وتمكين الشعب العربي الفلسطيني من إقامة دولتهم المستقلة وحل مشكلة اللاجئين .
ان الموقف العربي رفض بالإجماع كل مؤامرات وسياسة الضم الاسرائيلية وتنفيذ مخططات صفقة القرن الامريكية، وطالما اكد الموقف العربي الشمولي تمسكه في هذا المبادرة الجامعة والممكنة لتحقيق السلام العادل والشامل، وكان دائما الموقف العربي يؤكد على الجهود المبذولة لمنع تنفيذ قرار دولة الاحتلال الخاصة في ضم أراض فلسطينية محتلة وحماية فرص تحقيق السلام العادل والشامل من الخطر غير المسبوق الذي يمثله قرار الضم وشرعنه الاحتلال .
في ظل ذلك لا بد من التحرك الدولي والعربي الشامل لضمان ضرورة العمل على انهاء وضع الاحتلال لان ذلك يعد الاساس في عملية السلام بدلا من استمرار العنف والتنكيل والاعتقالات والملاحقة ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، وان هذا يتطلب منح الشعب الفلسطيني حقوقه وإطلاق مؤتمر دولي للسلام وضرورة اطلاق مفاوضات جادة ومباشرة وفاعلة مع الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية للتوصل لاتفاق سلام على أساس حل الدولتين تحت رعاية دولية بدلا من فرض صفقة القرن الامريكية وخاصة بعد اقتراب موعد رحيل ترامب وإنهاء ادارته التي تسببت بحدوث كوارث سياسية في المنطقة العربية .
إن المرحلة تحتاج الي مزيد من التعاون والتعاضد العربي للخروج في استراتجية شاملة من اجل حماية الحقوق الفلسطينية وتوحيد المواقف العربية التي يوجد عليها اجماع عربي متكامل على قاعدة ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي والسعى الي اطلاق مفاوضات شاملة وجدية ضمن الاستراتجية العربية على اساس مبادرة السلام العربية من خلال التوجه الدولي وقرارات الشرعية الدولية .
اننا نحيي صمود الشعب الفلسطيني وقيادته وخصوصا صمود المقدسيين والمؤسسات والمرجعيات المقدسية التي طالما كانت تدافع عن القدس وتعمل على حماية المسجد الاقصى المبارك والمقدسات وهوية القدس ونوجه تحية واعتزاز لأبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان الذين يواصلون الدفاع عن الأقصى والقدس والأرض الفلسطينية بإيمانهم وصدورهم العارية ويتحدون الاحتلال ويقدمون الشهداء والجرحى والأسرى منذ أكثر من ثمانيين عاما، فإن الكفاح سيتواصل حتى نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال تحقيق السلام الممكن بالمنطقة .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت