- بقلم: محمد شاهين
لا شك أن القضية الوطنية الفلسطينية تمر بمرحلة مفصلية من تاريخ نضالنا ضد دولة الاحتلال ، فالعدوان على شعبنا غير مسبوق والمطبعين العرب شجعوا هذه الجريمة ضد الحق الفلسطيني المسلوب ، ان أبعاد وأهداف التطبيع تؤكد ارتهان الأنظمة العربية المطبعة للإرادة والقرار الصهيوأمريكي في ظل استمرار الدعم والانحياز الأمريكي والصمت الدولي لتحقيق مكاسب شخصية خبيثة للقيادة الحاكمة لهدف إبقاء وجودهم في سدة الحكم في انحراف واضح و انتكاسة عميقة عن الموقف العربي الشعبي الداعم للحق الفلسطيني الرافض للإجرام الصهيوني ضد الأرض والانسان، فينحدر المطبعون العرب لأبعد من هذا في ترسيخ الخيانة ومأسستها بأشكال وألوان تخدم الرواية الصهيونية مما انعكس سلبا على حقوق شعبنا الفلسطيني في تساوق واضح مع السياسة الصهيونية فيسارعون بإبرام الصفقات الاقتصادية و التطبيع الثقافي والزيارات إرضاء للشيطان الصهيوأمريكي وخدمة للمصالح المالية لهؤلاء المنحرفين عن مبادئ أمتهم الإسلامية ، والمجرمين بحق أوطانهم وشعوبهم.
ان التوقيت الذي أعلنت به دولة الاحتلال عن قرار ضم أجزاء من الضفة والأغوار وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن المشؤومة ونقل سفارتهم الى مدينة القدس، في هذا التوقيت الحرج جاء للتستر على هذه الجرائم الصهيوأمريكية ضد الحق الفلسطيني ليشجع العدوان على شعبنا وكأنه بمثابة خنجر في ظهر شعبنا.
كما وأن المستهجن حالة الصمت تجاه جريمة الخيانة للأمة المسماة تطبيع وعدم الخروج على أئمة النفاق ولفظهم باعتبارهم دخلاء على تاريخ الأمة الإسلامية ،ومن هنا يتوجب علينا اليوم ان نتوحد في جبهة اسلامية واحدة رافضة لهذه الجريمة التي تستهدف مصالح شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية الاسلامية ونقف خلف خيار المقاومة و نكون جميعاً صفاً واحداً في محور المقاومة الرافض للتطبيع والاملاءات الصهيو أمريكية.
ان المرحلة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية هي مرحلة حساسة تستوجب على جميع مكونات العمل الوطني الفلسطيني الالتفاف خلف خيار المقاومة والتأكيد على فشل مسيرة التسوية والسلام الزائف مع الاحتلال والخروج من حالة التيه السياسي الذي أحدثه التنسيق الأمني مع الاحتلال والعمل على برنامج وطني و استراتيجية نضالية موحدة لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الوطنية الفلسطينية.
كما وان ابرز ما يجتمع عليه أحرار شعبنا بمختلف أطيافهم السياسية هو العودة للمقاومة ضد الاحتلال في أشكالها المختلفة فالاحتلال بات يسيطر على أجزاء واسعة من أرضنا بالاستيطان ومصادرة الأراضي بأشكال مختلفة مما يجعل واجبا على القيادة الوطنية الحكيمة استنهاض شعبنا وإعادة صياغة وسائل الصراع ولفظ أوسلو ومخلفاتها واستنهاض القواعد الشعبية ضد المشروع الصهيوني التوسعي ،و إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني بات ضرورة في ظل التعقيدات والمؤامرات التي تحيط بنا بداية التطبيع العربي الرسمي المتسارع مع دولة الاحتلال وفي ظل استمرار الصمت الدولي على الجرائم التي ينتهجها الاحتلال، ويجب إبراز الأصوات الرافضة للتطبيع من دول وجماعات وأفراد ورفض أي شكل من أشكال التعامل مع الاحتلال ورفض الاعتراف بدولة الاحتلال على أي جزء من أرض فلسطين.
لا شك أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومن سار في فلكهم يسعون جهدهم لبث الفوضى والخراب في المنطقة من خلال التطبيع العربي مع دولة الاحتلال والعمل على إحداث فرقة بين الدول الإسلامية لكن محور المقاومة سيبقى المشروع المناهض لهذه المشاريع الخبيثة.
ان الخيار الحقيقي لإنقاذ الوطن وطرد الاحتلال هو الالتفاف خلف خيار المقاومة وبناء مشروع تحرر بعيداً عن الخلافات والصراعات وإعادة تنشيط منظمة التحرير الفلسطينيّة، أن المخاطر التي تتهدد شعبنا عديدة والمطلوب هو تصاعد عمليات المقاومة وارباك العدو وضرب مخططاته الاجرامية ضد شعبنا ذلك هو الطريق الوحيد الذي سيفشل المشروع الصهيوني مع التأكيد على أهمية كل الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والقانوني والسياسي لإحراز أفضل ما يمكن أن يقدم لنصرة حقوق شعبنا الفلسطيني ووقف الإجرام الصهيوني ضد الأرض والإنسان الفلسطيني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت