"لأول مرة منذ أكثر من 25 عاما سأقضي سهرة عيد رأس السنة الميلادية في منزلي خوفا من الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيدـ19) الذي أخاف العالم كله، بهذه الكلمات عبر الشاب أحمد داود عن مشاعره الحزينة الممزوجة بالخوف من الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد هذه الأيام، بعد تفشي مرض (كوفيدـ19) بشكل كبير في سوريا.
وقال الشاب أحمد (42 عاما) وهو من سكان صحنايا بريف دمشق الجنوبي، لوكالة أنباء (شينخوا) "قبل عام من الآن كنا نخطط مع مجموعة من الأصدقاء كيف سنقضي سهرتي عيدي الميلاد ورأس السنة، وفي أي مطعم سنجتمع، وكنا منهمكين بالتخطيط لهذا اليوم"، مبينا أنه في هذا العام، كل شخص من المجموعة التي كنا نسهر في السابق، سيقضي عيد رأس السنة في منزله مع أفراد اسرته خشية الإصابة بفيروس (كوفيدـ19)، وسط حالة من الحزن.
وتابع "لقد ارخى مرض فيروس كورونا الجديد، بظلاله الرهيبة على حياتنا، وألغى منها طقوسا كثيرة كنا نحبها، وننتظرها من عام لآخر"، مؤكدا أنه "رغم كل هذه الحزن، إلا أن الخوف من الإصابة بهذا الفيروس يخفف من حدة الحزن والغضب الموجودة بداخلنا".
وسجلت سوريا حتى الآن 11033 إصابة بمرض (كوفيدـ19)، شفيت منها 5141 ووفاة 678 حالة، بحسب احصائيات وزارة الصحة السورية.
كما اصدرت وزارة السياحة السورية تعميما يقض بالغاء الحفلات في المطاعم، وإغلاقها ، كإجراء احترازي لمنع تفشي مرض (كوفيدـ19).
من جانبه، عبر ماجد الهناوي (38 عاما) عن تخوفه من السهر في الأماكن العامة، مؤكدا أن البقاء في المنزل "أمان لي ولعائلتي من السهر في المطعم".
وقال الهناوي "بالرغم من أن وزارة السياحة منعت إقامة الحفلات في المطاعم، والتحذير من التجمعات في الأماكن المغلقة، إلا أن البعض غير ملتزم بهذه التعليمات، وغير مدرك لخطورة الوضع"، لافتا إلى أن عدد الإصابات بفيروس (كوفيدـ19) أكثر بكثير من الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة، وهذا يشكل خطرا على الناس فيما بعد ويزيد من عدوى انتشار المرض.
وتابع الهناوي يقول إن "فيروس كورونا الجديد، جعلنا نحجر انفسنا في بيوتنا حجرا الزاميا، وهذا شيء إيجابي من وجهة نظري"، مؤكدا أن هذا الوضع "زاد من الترابط الاسري فيما بين الاسرة الواحدة".
ولم يبدي الهناوي انزعاجه الكثير من حرمانه من السهر خارج المنزل، بقدر ما عبر عن تخوفه من الإصابة بهذا المرض الذي يهدد حياة الناس، مشيرا إلى أن ظهور سلالة جديدة من الفيروس يثير الخوف بين الناس.
وبدورها، قالت الشابة حنان (34 عاما)، وهي متزوجة ولديها طفلين صغيرين، من سكان مدينة دمشق "كنا نأمل أن نقضي سهرة عيد الميلاد في مكان ما خارج المنزل، ونستمتع بطقوس الاحتفال بعيد الميلاد، وإضاءة شجرة عيد الميلاد في باب توما شرق دمشق، لكن كما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فكان مرض فيروس كورونا الجديد وانتشاره السريع، جعل الناس تحتفل في المنازل مع أفراد الأسرة".
وأضافت حنان التي وقفت بجانب شجرة عيد الميلاد "في هذا العام كان الوضع مختلفا، فلم نخرج للمشاركة في كرنفال إضاءة شجرة عيد الميلاد"، مشيرة إلى انها اشترت شجرة صغيرة وقامت مع طفليها بتزينها وإضاءتها في المنزل والاحتفال مع عائلتها بعيد الميلاد.
وقالت "لقد اصطنعنا الفرح، ولكن الكل كان يرغب بالخروج والتمتع بالسير في شوارع دمشق القديمة ورؤية الناس وهي تحتفل"، معربة عن أملها في أن يكون العام القادم أفضل ويتم القضاء على هذا الفيروس الذي أجبر الناس على طقوس جديدة لم يكن يألفها من قبل.
غالبية الاسر احتفلت بعيد الميلاد في المنازل، حرصا على سلامة العائلات من الإصابة بالمرض، وخاصة كبار السن، كما أعرب الكثير من الناس عن قضاء عيد رأس الميلاد أيضا في المنازل، خشية الإصابة بمرض (كوفيدـ19).
ولم تخف ام عمر تخوفها من الإصابة بمرض (كوفيدـ19)، لكنها بذات الوقت قالت إن "الغلاء، وفيروس كورونا غيبا البهجة والفرح عن كثير من البيوت في سوريا"، مؤكدة أن الغلاء الفاحش حرم السوريين من شراء اللحم وبعض الفاكهة.
وقالت ام عمر، وعلامات الحزن تترسم على وجهها "نحن بشكل عام لا نفكر بالسهر بالمطعم، وكنا فيما مضى من الوقت نحضر الطعام الذي يحبه أولادنا، أما الآن يا حسرتي لم نعد قادرين على شراء اللحم بسبب غلائه الكبير، وقلة الدخل لأسرتي"، مؤكدة أن الطعام في عيد رأس السنة سيكون بسيطا، وأضافت "المهم السلامة وعدم الإصابة بمرض (كوفيدـ19).