استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، الجاسوس جوناثان بولارد، وزوجته إستير، لدى وصولهما إلى تل أبيب، بعدما أفرجت عنه الولايات المتحدة، ورفعت القيود المفروضة على سفره.
ومنح نتنياهو الزوجين بولارد بطاقتي هوية إسرائيليتين، قائلاً لهما: "مرحباً بعودتكما. إن وصولكما إلى بيتكما أمر يفرحنا كثيراً، وتستطيعان الآن بدء حياة جديدة، في حرية وسعادة. أنتما في بيتكما الآن".
وكان جوناثان بولارد يعمل محللاً سابقاً في البحرية الأميركية، وقضى 30 عاماً في السجن بعد إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم".
وكثيراً ما عبّر بولارد (66 عاماً) عن رغبته في الهجرة إلى إسرائيل التي منحته الجنسية، الأمر الذي أثار توتراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعقود.
وكان حكم بسجن بولارد مدى الحياة، صدر في 1987 بعدما أقر بتهمة التآمر والتجسس، وأُفرج عنه بشروط عام 2015، مع إلزامه بالإقامة الجبرية ووضع سوار إلكتروني، بالإضافة إلى منعه من مغادرة الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات أخرى، على الرغم من الضغوط الإسرائيلية من أجل أن يتمكن من الرحيل.
وكان قرار وزارة العدل الأميركية الشهر الماضي بعدم تجديد حظر السفر، الذي تضمنه قرار الإفراج المشروط عن بولارد بمثابة "هدية الوداع" من إدارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، لحليفتها إسرائيل، وفق الصحيفة.
ونقل جوناثان وثائق أميركية "سرية" إلى إسرائيل، وهو ما اعتبرته المحكمة عملاً تجسسياً. وقال بيان صادر عن وزارة العدل في الولايات المتحدة بعد رفع القيود عنه: "بعد مراجعة قضية بولارد، فإن لجنة الإفراج المشروط توصلت إلى أنه لا توجد أدلة تقود إلى أنه من المرجح أن يخرق القانون مستقبلاً".
وعمل بولارد محللاً في مخابرات القوات البحرية الأميركية منتصف الثمانينات، حين التقى عقيداً إسرائيلياً في نيويورك، وبدأ في إرسال أسرار أميركية إلى إسرائيل مقابل عشرات آلاف الدولارات.
ووفق وثائق وكالة المخابرات المركزية التي رُفعت عنها السرية 2012، فإن الغارة الإسرائيلية على مقر "منظمة التحرير" الفلسطينية بتونس في أكتوبر عام 1985، التي أودت بحياة 60 شخصاً، تم التخطيط لها بالاستناد إلى معلومات من بولارد.
وبعد إطلاق سراحه بقي بولارد غير قادر على التحرك، وأُجبر على وضع سوار للمراقبة، كما مُنع من العمل مع أي شركة تفتقر حواسيبها إلى برنامج الحكومة الأميركية الإلكتروني للمراقبة.
وبالاضافة إلى ذلك مُنع بولارد من السفر إلى الخارج، وهذه القيود، وفق محاميه، شكّلت "عوائق تعجيزية أمام قدرة بولارد على كسب عيشه".